يمثل الحوار الاستراتيجي السعودي الأمريكي الذي تم منذ اسابيع مضت في واشنطن دليلا على أن العلاقات بين الدولتين تركز على أسس قوية وراسخة وتقوم على الاحترام المتبادل والتنسيق المستمر من أجل تحقيق الأمن والاستقرار بما يتناسب ومكانة البلدين في مجاليهما الإقليمي والدولي . لذلك جاءت زيارة ولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان لواشنطن في توقيت مهم,حيث اتسمت المباحثات بدبلوماسية استباق الأحداث, وهذا التوقيت مهم بالنسبة للمملكة حيث اهتمامها الشديد بقضية السلام والأمن في منطقة الخليج والعالم العربي. لذلك نرى في كل دول العالم توحيد مرجعية للفكر الاستراتيجي الذي يحكم القرار خصوصا بالنسبة لقضايا السلم والأمن الدوليين, وأن هذا الفكر الاستراتيجي يرى أن قادة العالم يرون أن الدبلوماسية هى الاداة الأولى في رسم وتنفيذ سياستها الخارجية, فالمملكة هى دولة محبة للسلام وتسعى بعلاقاتها الجغرافية والتاريخية والدينية والاقتصادية لدعمها . فالدبلوماسية السعودية تؤكد أن الهدف من الحوار مايلي : أولا / تعزيز التعاون والصداقة القائمة. ثانيا / الاتفاق على الأطر العامة والثوابت التي تحكم العلاقات السعودية الأمريكية. وانطلاقا مما سبق يمكن أن أقول بكل وضوح وشفافية إنه توقيت مهم جدا فزيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن هو توقيت مهم لأنه سيحدد معالم جديدة للسلام الاقليمي. لذلك اتسمت تحركات الأمير محمد بن سلمان ولقاؤه مع الرئيس الأمريكى (دونالد ترامب) ووزرائه ومستشاريه بأنها تحمل في طياتها معاني ودلالات تستمر طويلا لأنها مبنية على تقويم عميق للسياسات واتجاهاتها المستقبلية. اذن فالزيارة جاءت مهمة فى توقيتها فى اطار التحرك الدبلوماسي المكثف الذي يطلق عليه اساتذة العلوم السياسية بدبلوماسية استباق الأحداث الذي تضطلع به المملكة لدرء الأخطار عن الامة السعودية وشعوب الخليج. ومما لاجدال فيه ان هذا المعنى هو ما حرصت عليه المملكة وتمسكت بأهدافه منذ اللحظة الأولى في حوارها مع واشنطن . وهكذا فان المملكة لدرء الأخطار والتحديات التي تواجهها منطقة الخليج ومعها المنطقة العربية طلبت حواراً استراتيجىاً اوسع في العلاقات على كل المستويات. حقا انها زيارة مهمة جاءت في وقت مهم ينبع بشكل اساسى من مكانتها المحورية ودورها المركزي في دعم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والخليج الذي قد جعل لدبلوماسيتها اساسا للتفاعلات الدولية والإقليمية خاصة فى ظل الظروف والمتغيرات الجديدة وأهمها الاتفاق النووي الايراني وموضوع التهديد باغلاق مضيق هرمز بمساعدة الحوثيين باليمن . خلاصة القول إن مكانة المملكة التي تنبع من تاريخها وثقافتها الاسلامية وزيارات الملك سلمان بن عبد العزيز وعلاقاته المتميزة مع جميع قادة العالم قد فرض عليها أن تلعب دورا مهما في تدعيم الأمن والاستقرار باتباع منهج حواري دولي برؤية واضحة. انه الطريق الأوحد لعلاقات أفضل بين المملكة وواشنطن . ان حرص المملكة على الاستقرار الإقليمي فى كل المنطقة هو الذي يدفعها نحو الاصرار على الاستراتيجية السعودية الأمريكية للتعاون سياسيا واقتصاديا وثقافيا . وقد أكدت محادثات ولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان ان العلاقات بين البلدين ليست علاقات عادية بين بلدين عاديين, ولكنها علاقة صداقة ومشاركة لها دعائمها المؤسسية واعتباراتها العملية وآفاقها الواعدة بين البلدين, كل منهما له دوره الفاعل على مستوى العالم ككل . مرتبط