أجمع دبلوماسيون مصريون على أهمية التنسيق السعودي - الأمريكي، مشيرين إلى أنه يصب في مصلحة البلدين والمنطقة. ورأوا في تصريحات أدلوا بها إلى «عكاظ» أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع من آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي بمثابة مراجعة من واشنطن لبعض مواقفها التي ألقت ظلالا من البرود على علاقاتها مع الدول العربية. وشددوا على أهمية الدور السعودي المحوري تجاه القضايا العربية والإسلامية. وقال مساعد وزير الخارجية المصري السابق فتحي الشاذلي، إن الاتصال الهاتفي بين محمد بن سلمان وكارتر يأتي من منطلق المكانة التي تحظى بها المملكة، والدور الذى تقوم به في إرساء الأمن والاستقرار في العالم. ورأى في ذلك الاتصال مدلولات سياسية مهمة منها التأكيد على أهمية دور المملكة فى استقرار أمن المنطقة، وإزالة أي شوائب في العلاقات بين الرياضوواشنطن قبل أسابيع من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة في الحادي والعشرين من أبريل القادم، إضافة إلى التمهيد لتوافقات لحسم أوضاع سورية والعراق ولبنان وليبيا. وأضاف إن واشنطن تعول كثيرا على دور المملكة في تحقيق الاستقرار في المنطقة ومواجهة التنظيمات الإرهابية خصوصا تنظيم «داعش». وفي السياق نفسه أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أحمد أبو الخير إلى أن الثقل السياسي للمملكة جعل منها نقطة اهتمام عالمي، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تولي اهتماما كبيرا للتعاون مع المملكة، لدورها الإيجابى في معالجة الكثير من القضايا العربية العالقة. وأكد أن الدور السعودي الحاسم كان وراء الحد من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية. وقال إن سياسة الملك سلمان بن عبدالعزيز القوية والحاسمة أنقذت المنطقة من الكثير من التدخلات الإيرانية. وتدرك واشنطن ذلك جيدا. ولا تستطيع أن تحيد عن علاقاتها الوثيقة مع الرياض. ومن جانبه رأى مساعد وزير الخارجية السابق الدكتور جمال بيومي في الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الأمير محمد بن سلمان من وزير الدفاع الأمريكي حرصا من الإدارة الأمريكية على توسيع مجالات التنسيق مع المملكة ودول الخليج حيال القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب ومواجهة التمدد الإيراني. وقال إن توقيت هذا الاتصال مهم. ويؤكد استشعار واشنطن لأهمية التنسيق المستمر مع المملكة لمواجهة قضايا المنطقة والعالم. وإدراكا منها لأهمية تصحيح اللبس الذي حدث نتيجة لتصريحات صحفية أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أخيرا.