أكد الكاتب الصحفي جميل الذيابي أن زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى روسيا لا تزال مثار اهتمام وتحليل، يتقدمه تساؤل مهم عما إذا كانت شكّلت قلقاً لأي من القوى الإقليمية؟ وهل ستتحرك دول معينة لعرقلة العمل السعودي المحوري القادر على التمدد سياسياً، وكسب حلفاء جدد، يدركون أهميتها ومكانتها وصدقيتها وقوة تأثيرها؟ وهل تشير الزيارة إلى تحوّل جديد في دبلوماسية الرياض وعلاقاتها الدولية؟ وقال الذيابي إنه "بعد أقل من 72 ساعة من عودته إلى السعودية مختتماً زيارة غير مسبوقة لروسيا يشد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرحال إلى باريس، في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين، وفي مقدمهم الرئيس فرانسوا هولاند، في نقلة جديدة للدبلوماسية السعودية التي غدت دبلوماسية مبادرة واقتحام واستباق إلى حيث تكون المصالح الاستراتيجية للمملكة التي ستجني ثمار هذه الزيارة في مقبل الأيام".
وتابع: "أعتقد أنه يجب النظر إلى زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى روسيا من حيث توقيتها، ومضمونها، وأدواتها، والملفات التي فتحتها، وتركيزها بشكل خاص على العلاقات السعودية - الروسية، ونقاط الالتقاء والتقارب". وبيّن أن براعة السياسة السعودية تجلت في اختيار توقيتها "إذ تزامنت مع مؤشرات واضحة على استعداد موسكو لتغيير مواقفها في شأن سوريا، مع أدلة على مرونة في موقفها حيال اليمن. ولا شك في أن تركيز الزيارة بشكل واضح على أولويات العلاقة بين البلدين يضعها على مسار تعاوني جديد؛ ما يؤكّد رغبة الطرفين في المضي نحو التكامل في عالم يموج بالتحالفات والتكتلات والمصالح المتقاطعة". وأضاف: "اللافت أن الزيارة لم تسلّط عليها أضواء إعلامية قبل حدوثها، وجاء وصول ولي ولي العهد السعودي إلى سانت بطرسبورغ مفاجئاً؛ ما أثار تساؤلات غربية حول تحالف محتمل بين الرياضوموسكو، في ضوء الدور المهم الذي تلعبه كل منهما في المنطقة والعالم، وخصوصاً على صعيد النفط، وأزمات الشرق الأوسط، وبوجه التقارب المحتمل بين الغرب وإيران". وأردف: "تحدث المسؤولون السعوديون والروس خلال الزيارة عن أهمية تطوير العلاقة، واستقرار المنطقة، ورفض (الفوضى)، والتعاون على العمل معاً للمساعدة في إنهاء أزمات المنطقة الساخنة، وهو ما سيتوّج ببيانات لاحقة بعد لقاء الملك سلمان والرئيس بوتين في موسكو، ثم الرياض تباعاً، وخصوصاً أن روسيا كان لها موقف إيجابي، تمثل في عدم استخدام (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 في شأن اليمن، إضافة إلى رفضها استخدام النظام السوري البراميل المتفجرة، وهو ما يؤشر إلى أن المواقف الروسية قابلة للتفهم والتغيير لما فيه مصلحة المنطقة واستقرارها".
وأكد أن السعودية وروسيا بلدان مهمان ومؤثران، وقادران على حلحلة القضايا المهمة، لتأثيراتهما المباشرة وغير المباشرة في بعض دول المنطقة، وهو ما تسعى إليه الرياض، وتتفهمه موسكو.