هى مهنة لا راتب لها وليس لها توقيت للحضور أو الإنصراف، بنفس الوقت هى مهنة شاقة، متعبة للغاية، تعتمد فقط على التقدير، حضورها هو الجنة الذى يبحث عنها الجميع ، وإنصرافها هو الشقاء بعينه! إنها "الأمومة" الأمومة هى المهنة التى لا تنتهى أبداً، يومياً تلتحق بتلك المهنة الرفيعة السامية أمهات جدد قدمن للحياة جيلاً جديداً ، الأمومة مهنة شاقة تبدأ فور ولادة الأنثى فى الحياة، ليست مقتصرة على الإنجاب وحسب بل على جميع المراحل العمرية للنساء، فالطفلة منذ الصغر ترعى وتهتم بالدُمية البلاستيكية كما لو كانت إبنتها فبداخلها إحساس الأمومة الذى يُولد معها منذ نعومة أظافرها، ثم يشتد العود قليلاً فتصبح أماً ثانية للأشقاء، فهى من تطهى وتهتم وترعى شؤون المنزل مع الأم وتساهم فى كل شيئ يخص المنزل دون كلل أو ملل، حتى تصل لمرحلة النضج فتشعر بدقات القلب تجاه الرجل فتتزوج وتصبح له زوجة وأم فتغرقه بحنانها وحبها وإهتمامها بكل ما يخص شؤونه، ثم تأتى المرحلة الأجمل لكل النساء وهى مرحلة الأمومة، عندما تعرف المرأة أن داخل أحشائها يتحرك جنيناً سيصبح يوماً ما طفل يناديها "أمى" تتحرك داخلها أحاسيس مختلفة فهى تسعى جاهدة لإحتضان صغيرها بين يديها يوماً ما فتنتظر قدومه بلهفة وحب وشغف وعندما يأتى الصغير للحياة تبدأ فى تكريس حياتها لرعاية الصغير، فتسهر الليالى على راحته والإهتمام به وإعطائه كل الحب والحنان الذى لم ولن يجده فى حضن أى إمرأة أخرى سوى أمه، ثم تصبح بعد ذلك الجدة مصدر الحب والحنان والعطاء والدفئ لأحفادها، المرأة تظل منذ الصغر مصدر للحب والإلهام والعطاء لكل من حولها، فالأم مهما إشتد عود الرجل تظل هى قصة الحب الأولى والأخيرة داخل قلبه، فهى الوحيدة التى تشعر به دون أن يتحدث، تحبه حباً حقيقياً حتى فى أوقات حزنها أو غضبها منه لا تفكر فى الإنتقام مثل الأخرين بل تفكر فى الدعاء له بالصلاح والهداية، فالأم نهر يعطى بلا إنتظار المقابل فهى هدفها فى الحياة رؤية أطفالها فى أفضل حال، على إستعداد لتقديم كل ما تملك حتى تشعر أطفالها بالحب والسعادة، حتى الطعام قد تحرم نفسها منه وتشعر بسعادة بالغة عندما تقدمه لأطفالها، الأم مهما طال الحديث عنها وعن دورها فى الحياة سينتهى الحبر ولن تنتهى الكلمات عنها، أتمنى من كل قلبى أن لا يحرم أى إمرأة تقرأ كلماتى من تلك المهنة السامية التى لطالما تحلم بها منذ الصغر مرتبط