وقف مطولا يتذكر أمه حين كانت تضمه بحنان الأم وتحمله في ملكوت الخيال لعالم السعادة والدفء الذي يملأ القلب ويهيم بالروح في الأرجاء. هذا من الحوادث التي يعرفها الإنسان وقد وصفته بالحوادث؛ لأن فيه من الصدمات الكثير الكثير. الحنان: عالم المحبة والسعادة، ولا يوجد قلب إلا ويبحث عنه في عالم الخيال ليكون واقعا يعيشه ويهيم فيه، لما فيه من راحة للبال ودفء يملك النفس والروح ويعبق طيبا وخيرا. ولكن اليوم سأقف مع حنان الأنثى. ففي كل أنثى دفء يأتي مع الحب وغريزة الأمومة يحمل الآخر ليكون بكل ما فيه عظيما وهائما في هذا الحنان. وهنا جاء طرحي لأنني رأيت الحنان من العملات الصعبة من الجواهر الثمينة التي يريدها القلب والروح. والتي ندر تواجدها؛ فكثير منا يرى العطف والرحمة والشفقة. ولكن الحنان الذي نريده من الأنثى قبل أن تكون أما هذا ما وقفت معه؛ لأنها تملك ميزتين أشبه بالكنوز العظيمة حنان الأنثى وحنان الأمومة. وكفاها لتفخر بهاتين الميزتين. وهنا فرقتهما لغاية أقصدها. فقد يقول قائل كل أنثى حنون وتعطي بقوه من تحب. وأقول الحنان الخاص بالأم يخرج للحياة بشكل غريزي ويأتي إلى حد كبير قويا وعظيما ولكن حنان الأنثى هذا مثل الكنز الذي يجب البحث عنه. وعلينا أن نستخرجه كاللؤلؤ الثمين. وهنا أؤكد على حنان الأنثى تجاه الذكر. هذا السر الذي يمتلكهما معا ويدفع قلب الرجل ليعطي بكل طاقاته وأكثر؛ وأقصد هنا الشعور والدفء وتيارا أشبه بالكهرباء تصيب اليد والقلب والعين حين نرى هذا الحنان. وللأسف صار الحنان اليوم: تحصيل حاصل وطاعة بغير محبة وقضايا متبادلة، اعطني أعطك. ومحاولة لإشباع حلم صغير يتوه في دقائق قليلة لتعود المحبة واجبا وقابلة للتفاوض والأخذ والرد. وعذرا إن لم أوضح ما أصبو إليه بكل ما أريد (ففاقد الشيء لا يعطيه) مع أنه يسعى بكل قوة ليعطيه. الحنان عند الأنثى من يحمل الإنسان للإبداع والجنون هياما وعشقا. وحين يعرف بحقيقته تصبح النخوة، والنداء يلبى كسرعة البرق لو برق في القلب.