البلاد – إبراهيم عبد الغفار وجد الاتفاق الذي توصلت اليه منظمة البلدان المصدرة للبترول والذي قضى بتخفيضات متواضعة بانتاج النفط في أول ترتيب من نوعه منذ 2008 وجد استحساناً كبيراً من مختلف الدول المنتجة والمصدرة للنفط وكانت له انعكاسات ايجابية على أسعار النفط فضلا عن توقعات الكثير من خبراء الاقتصاد بأن ذلك الاتفاق من شأنه أن يجني فوائد لا بأس بها في المستقبل القريب ، في المساحة التالية نحاول قراءة الموقف بعد اتفاق منظمة أوبك وردود أفعال ذوي الاختصاص من ذلك الاتفاق. انعكاسات ايجابية: بداية انعكاسات اتفاق منظمة أوبك الايجابية حلت على أسعار النفط حيث تواصلت في ارتفاعها، أمس الخميس في الأسواق الدولية، لا سيما أسواق آسيا، بعد ذلك الاتفاق غير المتوقع من دول منظمة أوبك والذي تمخض من اجتماعات استمر قرابة الست ساعات ومشاورات استغرقت أسابيع، ومباحثات مستمرة منذ بداية العام، أعلنت أوبك، خفض إنتاجها إلى ما بين 32,5 و33 مليون برميل يوميًّا ، وكان الإنتاج يبلغ نحو 33,47 مليون برميل في أغسطس الماضي، بحسب ما نقلته "فرانس برس" عن وكالة الطاقة الدولية ومع إعلان الاتفاق، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا بلغت نسبته 6%، وتواصل تقدمها في المبادلات الإلكترونية في آسيا وبلغ سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم نوفمبر 47,29 دولارًا بعد ارتفاعه 23 سنتًا، أما برميل البرنت الخام المرجعي الأوروبي تسليم نوفمبر فقد ربح 22 سنتًا إلى 48,91 دولارًا. وكان سعر برميل النفط الخفيف ربح 2,38 دولار، وبلغ 47,05 دولارًا عند الإغلاق في سوق المبادلات في نيويورك، وسجل برميل برنت أيضًا ارتفاع بلغ 2,72 دولار، ليصل سعره إلى 48,69 دولارًا في لندن ، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.83 أو 5.3 % ليبلغ عند التسوية 47.05 دولارًا للبرميل بعدما سجل أعلى مستوى له منذ الثامن من سبتمبر عند 47.45 دولارًا للبرميل فيما امتدت موجة صعود النفط إلى سوق الأسهم؛ حيث صعد مؤشر أسهم الطاقة في "وول ستريت" 4% ليسجل أكبر مكاسبه اليومية منذ يناير الماضي. ردود أفعال: وفاجأ قرار أوبك المستثمرين، بعدما استبعد ذوي الاختصاص قبل أيام وحتى ساعات من توصل كافة تلك الاطراف الى اتفاق لجهة عدم توصل المحاولات السابقة الى حلول حيث فشلت معظمها بسبب التعنت الإيراني وتمسك المملكة العربية السعودية بأن تخفض ايران من انتاجها أولاً ولكن الارادة لا تعرف المستحيل وكان أول ردة فعل لذلك الاتفاق من السعودية عبر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح، الذي غرد على حسابه في تويتر موضحاً بأن اتفاقهم في اجتماع منظمة "أوبك" الاستثنائي على استهداف مستوى إنتاج دول المنظمة في نطاق 32.5 إلى 33 مليون برميل يومياً. وأضاف : على أن يتم توزيع مستويات إنتاج الدول خلال اجتماع شهر نوفمبر، وأن تُدعى الدول المنتجة خارج المنظمة للمشاركة بتثبيت إنتاجها". قرار تاريخي: وزير الطاقة الجزائري، نور الدين بوطرفة، الذي دائما ما كان قبل الاتفاق يحاول بأن يصل بالاطراف الى حلول عبر عن ارتياحه للاتفاق. وقال إن "أوبك اتخذت قرارًا تاريخيًّا"، وإن "قرار المنظمة يسمح لها باستعادة وظيفة المراقبة للسوق النفطية، وهي الوظيفة التي فقدتها منذ مدة طويلة"، كما أن "القرار اتخذ بالإجماع ومن دون تحفظ، ما يعني أن "الاجتماع غير الرسمي تحول إلى جلسة استثنائية للمنظمة لإتاحة إمكانية اتخاذ قرار" اشارات ايجابية: ويقول وزير الطاقة القطري، محمد بن صالح السادة، الذي رأس الاجتماع، في مؤتمر صحفي إن "الاجتماع كان طويلا جدًّا، لكنه تاريخي"، و"مع أن السوق تصدر إشارات إيجابية، وخصوصًا تراجع في المخزونات وطلب ثابت، علينا تسريع إعادة التوازن إلى السوق" وكشف السادة عن أنه سيتم تشكيل لجنة عليا لتحديد مستويات الإنتاج التي يمكن أن تطبق على كل بلد، وهذه اللجنة ستبدأ حوارًا مع الدول الكبرى غير الأعضاء في أوبك، لا سيما روسيا ثاني بلد منتج للنفط في العالم، من أجل المشاركة في جهود إعادة توزان الأسواق. وأكد السادة أن "الاجتماع جرى في أجواء إيجابية للغاية عكست الترابط المتين لأوبك"، فقد عبر وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنجنة عن سعادته الشديدة بالاتفاق. اتفاق أوسع: وقال المحلل في مجموعة "آي جي ماركيتس" في ملبورن، أنجوس نيكولسون، إن "تفاصيل الاتفاق ليست واضحة حتى الآن"، و"هناك احتمال بأن تكون أوبك نجحت في التوصل إلى اتفاق صغير يفتح الطريق لاتفاق أوسع على خفض الإنتاج في اجتماع أوبك في نوفمبر المقبل في فيينا". في المستقبل: ويقول غولدمان ساكس إن الاتفاق الذي توصل إليه منتجو الخام بمنظمة "أوبك" لتقليص الإنتاج، سيضيف من سبعة إلى عشرة دولارات لأسعار النفط في النصف الأول من العام القادم وقال محللو غولدمان في مذكرة: "التطبيق الصارم لاتفاق اليوم في 2017 سيعني تراجع الإنتاج ما بين 480 و980 ألف برميل يوميا". وأضاف المحللون: "في المدى الطويل مازلنا متشككين في تطبيق الحصص المقترحة إذا اعتمدت". لكن البنك جدد رغم ذلك توقعاته لسعر النفط بنهاية العام الحالي، وفي 2017، نظرا لعدم التيقن الذي يحيط بمقترح "أوبك". وأبقى غولدمان على توقعه لنهاية 2016 للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط عند 43 دولارا للبرميل، وتوقعه لعام 2017 عند 53 دولارا.