أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من فيينا أمس، انها عينت النيجيري محمد باركندو أميناً عاماً جديداً لها. وسيحل باركندو، الرئيس السابق لشركة النفط الوطنية النيجيرية، محل الليبي عبدالله البدري الذي تولى هذا المنصب منذ العام 2007. وأعربت السعودية عن ثقتها بأن أسعار النفط ستواصل انتعاشها، وتعهدت أمس عدم إغراق السوق بمزيد من النفط في وقت تتجه «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) نحو الدخول في مناقشات في شأن سياسة الإنتاج، إذ تصر إيران على حقها في زيادة كبيرة في إنتاجها من الخام. وأكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن المنظمة «راضية جداً» عن سوق النفط مشيراً إلى ان «عودة التوازن» الحالي إليه يساعد في دفع أسعار النفط إلى الارتفاع. وقال: «الجميع راضون عن السوق التي بدأت في استعادة توازنها الآن. والطلب صحي وقوي تماماً، وامدادات الدول غير الأعضاء في أوبك تنخفض، وستستجيب الأسعار لعودة التوازن إلى السوق». ورداً على سؤال عما إذا كانت السعودية ستغرق السوق بمزيد من براميل النفط أجاب: «لا يوجد ما يدعو إلى توقع شن السعودية حملة إغراق للأسواق»، لكنه شدد على أن برنامج النفط مصمم للحفاظ على طاقة إنتاجية عند 12.5 مليون برميل يومياً. وسُئل ما إذا كانت الرياض ستقترح تحديد سقف جماعي جديد للإنتاج فقال الفالح إنهم سيفعلون ذلك عند الضرورة. وأضاف أنه سيستمع إلى أي شيء تطرحه إيران على الطاولة. لكن وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه، شدد على أن طهران لن تدعم أي سقف جماعي جديد للإنتاج وأنها تريد أن يركز النقاش على حصص الإنتاج لكل دولة على حدة. وقال للصحافيين: «من دون حصص الإنتاج لا يمكن لأوبك التحكم بأي شيء». وأصر على أن طهران تستحق مستويات إنتاج تاريخية قائمة على حصة تبلغ نحو 14.5 في المئة من الإنتاج الكلي ل «أوبك»، ما يمنحها حصة قدرها 4.7 مليون برميل يومياً أي أعلى كثيراً من مستوى إنتاجها الحالي البالغ 3.8 مليون. وقال وزير النفط الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي، إن انخفاض الأسعار دفع كل الدول إلى تقييد الإنتاج سواء قالوا ذلك علناً أم لا. وحتى كانون الأول (ديسمبر) 2015 كان سقف إنتاج أوبك 30 مليون برميل يومياً وقد بدأ العمل بهذا السقف في الشهر ذاته من 2011 على رغم تخلي المنظمة عن حصص الإنتاج الفردية قبل سنوات. وأي سقف دون 32.5 مليون برميل يومياً سيمثل خفضاً مؤثراً في الإنتاج. واستقرت أسعار النفط دون 50 دولاراً للبرميل بقليل بينما تترقب السوق ما ستسفر عنه المحادثات. وجرى تداول خام «برنت» في العقود الآجلة عند 49.67 دولار للبرميل بانخفاض خمسة سنتات. وهبط الخام الأميركي في العقود الآجلة عشرة سنتات إلى 48.91 دولار للبرميل. إلى ذلك، قال وزير النفط الكويتي بالوكالة أنس الصالح، إن سعراً يتراوح بين 50 و60 دولاراً للبرميل يُعد ملائماً. وصرح بأن استراتيجية «أوبك» تؤتي ثمارها وإن المنظمة ستعمل على ضمان استمرارية نجاحها. وتوقع وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، ارتفاع أسعار النفط في النصف الثاني من العام الحالي. وقال إن السوق في حاجة إلى ارتفاع أسعار النفط للحفاظ على استدامة الاستثمارات في هذا القطاع. وقال وزير الطاقة القطري، محمد السادة، إن سوق النفط إيجابية حالياً وتسير في اتجاه التوازن، مضيفاً أن كل الخيارات مطروحة بما في ذلك سقف جديد للإنتاج في «أوبك». وأضاف أن المناخ في الاجتماع إيجابي، معتبراً أن السعر العادل للنفط الذي يشجع الاستثمار يجب أن يكون فوق 50 دولاراً للبرميل. أما نظيره النيجيري، إيمانويل إيبي كاتشيكو، فتحدث عن «عقلية منفتحة» في اجتماع المنظمة لكنه لم يتوقع أي نتائج للاجتماع. وقال: «إن إنتاج النفط النيجيري ارتفع إلى 1.6 مليون برميل يومياً». وأعرب وزير النفط الأنغولي، جوزيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس، عن اعتقاده بإمكان التوصل إلى قرار في شأن سقف لإنتاج المنظمة. وقال إن سعر النفط عند 60 دولاراً للبرميل ليس سيئاً لكن «80 دولاراً سيكون أفضل». إلى ذلك، اقترح وزير النفط الفنزويلي، ايولوخيو ديل بينو، الاتفاق على نطاق لإمدادات النفط من أعضاء «أوبك». وقال للصحافيين قبيل بدء اجتماع المنظمة إن مثل هذا النطاق يمكن أن يحل محل أي محادثات في شأن وضع سقف للإنتاج. وأضاف أن إنتاج فنزويلا من النفط الخام بلغ نحو 2.8 مليون برميل يومياً الشهر الماضي. وأمل وزير الطاقة الجزائري صلاح خبري بأن تعود «أوبك» إلى نظام سقف الإنتاج مع تحديد حصة لكل دولة. أما نائب رئيس الوزراء الليبي، موسى الكوني، فقال إن اجتماع «أوبك» لن يتوصل إلى اتفاق في شأن سقف الإنتاج. وتوقع وكيل وزارة النفط العراقية، فياض نعمة، أن يتراوح سعر النفط بين 55 و65 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من العام الحالي. وأعلنت وزارة الموارد الطبيعية في إقليم كردستان زيادة صادرات النفط من الإقليم في أيار (مايو) إلى متوسط 513.4 ألف برميل يومياً. من جهة أخرى، نقلت وكالة» تاس» الروسية عن نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش قوله إن بلاده مستعدة لمناقشة تثبيت إنتاجها من النفط إذا اتخذت دول «أوبك» موقفاً موحداً في هذا الموضوع.