لكل دولة من دول العالم سواءً الدول المتحضرة، المتقدمة، المتطورة، الراقية، أو حتى النامية، من دول العالم الثالث، يوماً وطنياً، أو عيداً وطنياً.. هذا اليوم يُعبِّر عن حدث تاريخي شهير، أومفصلي في واقع تلك الدول !! فقد يكون احتفالية بذكرى استقلال، أو نجاح ثورة، أو تسليم سلطة، أو …الخ . ولما لهذا اليوم الوطني المجيد في قلب كل سعودي من معاني عظيمة، ورموز جليلة، واشارات للوطن راقية، تحمل بين طياتها حب للوطن، وعشقاً لترابه، وارتباط بسمائه، لترتسم لوحة معبرة من أبنائه، لتقول لشتى أقطار المسكونة، واصقاع المعمورة ؛ أننا هنا!! وهذا وطننا، ونحن ابناؤه، وهذه منجزاتنا، وحضارتنا، بل ومكانتنا بين دول العالم !! نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض، متماسكين، متلازمين، بل ومتعانقين !! نتذكر وضعنا بالأمس، قبل توحيد مملكتنا الغالية !! حيث كنا في ضياع، وكنا جياعا، كنا نعيش بحكم وقانون الغاب !! القوي يفتك بالضعيف، فهنا قتل، وهناك سلب!! هنا ظلم، وهناك قهر !! غزو، وسرق، ونهب !! استقرار معدوم، وتعليم مفقود، وصحة ضائعة، ونفوس صائعة !! حياة بهيمية بكل ماتعنيه الكلمة، وما تحمله المعاني، وما تتخيله العقول !! ثم منَّ الله على هذه البلاد، بصقر الجزيرة، موحد الأمة، سيف العدل، وعنوان المجد، صادق النية، قوي العزيمة، عدو الظلم، صديق العدل، بل أساس العدل، والانصاف والمساواة !! اختاره الله حاكما، لهذه البلاد الطاهرة، وجعل في نسله اخياراً يحكمون كما حكم والدهم بالكتاب والسنة، مطبّقين الشريعة الاسلامية، نبراساً للدولة ومنهجاً، حكماً به وتحاكما !! فأساس حكمهم العدل، فكان الملك لله ثم لهم . انتقلت البلاد من الخوف والفوضى، إلي الأمن والاستقرار، فأصبحت ممن يشار لها بالبنان، بما حققته في جميع المجالات من قفزات أذهلت العالم!! وأصبحت المملكة العربية السعودية لجميع الدول معروفة، وموقعها ومكانتها معلومة، وكلمتها في الأممالمتحدة مسموعة!! فأصبحت بفضل الله كعلم في رأسه نار لكل دول العالم!! فأصبحت الأسوة والمثل الأعلى لدول العالم الاسلامي، لما لا وهي حاضنة الاسلام، ومهوى أفئدة أكثر من مليار مسلم !! قبلة الاسلام، ومهبط الوحي، بها الحرمين الشريفين ولا تعجب أن ملوكها خدّام للحرمين الشريفين!! فبالله ماذا عساها تكون النظرة للمملكة من جميع دول العالم، من خلال المنظار والتلسكوب الدولي!! فهل احتفلنا بيومنا الوطني بما يجسد ولاءنا وانتماءنا لوطننا الحبيب؟!! هل نقلنا صورة من صور الحضارة والتحضر لدول العالم التي تشاهدنا وتؤيد أو تستغرب سلوكياتنا، وردود افعالنا حيال يومنا الوطني؟!! هل كنا مثالاً مشرفاً للإسلام أولاً، وللوطن ثانياً ، ولأنفسنا وهويتنا ثالثاً ؟!! هل جسدنا محبة حكامنا لنا كشعب، ومحبتنا لحكامنا كمواطنين ؟!! أم ترانا كالقطعان المهرولة، لا تدري أين تذهب؟!! ولا كيف تذهب!! ولا متى تذهب !! هياجاً وهيجان، تحطيم وتكسير!! تعديات وتجاوزات!! لدرجة أن الأجهزة الأمنية أخذت درجة التأهب القصوى لذلك اليوم!! إنها مسألة توعية وثقافة، إرشاد وتهيئة، وعي وإدراك!! تعليم وتثقيف!! لنتعلم قاعدة أساسية وهي الولاء والانتماء!! فلا انتماء إلا بولاء !! ولا ولاء دون انتماء !! فهل سنعمل على ترسية أسس الانتماء لنجني جميعاً الولاء!! وهل نغرس فسيلة الولاء ونرويها لكي نتمتع بالانتماء !! آمل ذلك من شعب كشعب المملكة العربية السعودية العظيم .. وشكراً لك يا وطن .. فالأرض أرضي والبلاد بلادي .. وسأرفع راية التوحيد بيدي .. عاش المليك للعلم والوطن. ودمتم جميعاً بود ،، الرياض