الله أكبر، كم كنا كباراً عندما كنا نكبر الله أكبر وفتحنا البلاد من الأندلس حتى الصين؟ وكم أصبحنا صغاراً عندما كممت افواهنا أنظمة سلطوية وحكّام ظلمة منعونا من الله أكبر حتى عقدوا مؤتمراً ومنعوا الجهاد واعتبروه فريضة قديمة لا تصلح لمثل هذا العصر؟ كم كنا كباراً عندما كانت فلسطين من البحر إلى النهر بلدنا ونعيش على ترابها، وكم جعلونا صغاراً عندما تركنا الصهاينة يدنسونها، وكم صغرونا أكثر عندما قزموا فلسطين في الضفة وغزة، ويحاولون جاهدين إقناعنا بأن هذا هو الوطن؟ كم كنا كباراً عندما انتصرنا في كل المواقع ونحن نكبر الله أكبر، وكم صغرنا عندما جلسنا نبكي على أطلال هذا الماضي الجريح! كم كنا كباراً ونحن نسعى لبناء وطن كبير من المحيط إلى الخليج، وكم صغرنا عندما اختصرنا الوطن في تحالفات دونية إقليمية خليجية ومغربية وشرق أوسطية، اتذكر فيها قول الحكيم لأبنائه لا يستطيع أحد أن يكسركم إذا كنتم في جماعة، ومن السهل على أي شخص أن يكسركم إذا تفرقتم، وقال تعالى:»وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ». كم كنا كباراً ونحن نتنقل على أرض الوطن بلا هوية، وكم صغرنا عندما رسموا لنا حدودنا وقبلنا برسمهم، وأصبحنا نتنقل في حارتنا بمراقبة من ضيَع عمره للنظام المستبد، الله أكبر كم أصبحنا أصغر من الصغار نعتبر اسرائيل دولة ونمجد رئيسها. وكم كنا كباراً عندما كنا نؤمن بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:» ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به»، وكم صغرنا وهم يتفنون في تجويعنا وأذلالنا كي نركع لأميركا والعدو الصهيوني. الله أكبر كم نكون كباراً عندما نحب بعضنا البعض لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وكم نحن صغار عندما ننقسم على بعضنا البعض. وكم نكون كباراً إذا تحملنا المسؤولية، المواطن قبل المسؤول في تحرير الوطن والانتماء إليه الانتماء الحقيقي، وأن لا نخدر الناس بالوعود، ودفع الرواتب في انتظار منة الدول المانحة، أو إفراج العدو عن بعض الأموال المحجوزة، أو صدقة جارية من أخواننا العرب. وكم نحن صغار ونحن نهرب من المسؤولية أيها المسؤولون عنا؟ وإلى متى أنتم مستمرون في الوعود الكاذبة للمواطن بأنه سيكون له مستقبل؟ ماذا قدمتم لهؤلاء الناس على مدى أعوام ؟ أين هي استراتيجيتكم لتحرير فلسطين؟ الله أكبر أحلم أن يزول الفقر، وأحلم بأن شبابنا أصبحوا في عمل، وأحلم بأن الحصار قد زال وأصبح الفلسطيني يسافر إلى أي بلد في العالم كإنسان لا كإرهابي على قائمة سوداء، وأحلم بأن تكون شوراع مدينتي جميلة، وأحلم بأن يحترم كبيرنا صغيرنا، ويوقر صغيرنا كبيرنا، وأحلم بأن تكون بلادي حرة مثل كل البلدان ونقيم فيها عرس الديموقراطية. والحلم لا يتحقق بالوهم والخيال إلا إذا رجعنا كباراً ونقول الله أكبر.