دائماً ما تُعرف الأنثى باللطف والنعومة إلى درجة أن اللطف صفة قد اقترنت بكيانها واصبحت علامة فارقة وحاضرة عند ذكرها . ولكن سرعان ما نجد أنها تفقد تلك الصفة التي امتازت بها عندما يكون الحديث بين عدد من الأزواج يتحدثون عن فكرة الزواج بأخرى ! ، فلا بد من أن تجد أحدهم يستفهم بالعامية قائلاً : ( تخاف من المرة ؟! ) ، ، ليأتيه رد الآخر ( كلنا نحاف يا رجال ! ) . ولكن السؤال الذي يحيرني حقيقة ؛ لماذا يكون المانع من الزواج بأخرى " الخوف " وإن لم يكن خوفاً بمعناه الحقيقي ! . لماذا لا يكون المانع من الزواج بأخرى هو التقدير للزوجة الأولى ، التي قد تكون متفانية بكل شيء؟! ، لماذا لا يكون شرع الرحمة المودة عاملاً أساسياً بدلاً من شرع الخوف والشجاعة ؟! ، علماً بأن المودة والرحمة هي معنى الحياة الزوجية السعيدة . أعلم جيداً أن معظم الأحاديث التي قد تدور بصدد الزواج بالثانية غالباً ما تكون على سبيل المزاح وإضفاء نوع من المرح على المجلس ! . ولكنني في الوقت ذاته أستنكر ذلك الربط الذهني بين المعدد والشجاعة فلا رابط بينهما ، وأستنكر أيما استنكار من جعل كيان المرأة محط ممازحة ، خصوصاً أن معظمنا يعلم جيداً ما لهذا الأمر من أثر في نفس كل زوجة تحلم بقلب رجل تستوطنه ! . اعتقد أن الأمر يحتاج إعادة نظر ؛ فالممازحة والدعابة التي تكون على حساب الغير ، خير لصاحبها أن يصمت وينشغل في شأنه من أن التفوه بها . فكما للرجل أمور تضايقه وتستثيره بصورة أو بأخرى ، هناك للمرأة أيضاً أمور ، وعلى هذا القياس يكون وزن الأقوال والأفعال ، فمن الظلم بمكان أن تريد من المرأة أن تداري شعورك ، بينما أن لا تقدم ذات الشيء لها ، بل تعرضها لملاطفاتك في المجالس ! لا أفرق كثيراً بين أن يكون حديثك عن الزواج بأخرى أمامها أو من ورائها،فالمسألة مسألة تقدير ومحبة ، قبل أن يكون مراعاة للمشاعر فقط . ولا أظن فن الدعابة والممازحة محصوراً في سؤال ( ما ودك تعرس بالثانية ؟! ) ، وكأن ما نُروح به عن أنفسنا من الحديث قد انتهى ولم يتبقٍ سوى هذه الأسئلة التي أقل ما يقال عنها أنها أسئلة في قمة السخف والسذاجة الأدبية والإنسانية . لذلك كله كان لزاماً علينا أن نراعي الأحاديث التي نتجاذبها بمجالسنا لنرتقي بمستوى فكرنا ونسمو بأخلاقنا مع من نحب ومن لا نحب ! . لمحة : الدعابة التي تُجرِح الآخرين ليست إلا سخافة. ناصر بشير عبدي [email protected]