لم أكتب قبلاً عن السياسة أو أعرف أزقتها .. لكن الذي حدث في تركيا دعاني لأن أمعن الفكر فيما يمكن أن يكون بعد الأحداث التي تمت هناك .. وما ستؤول إليه الأمور باجتهاد شخصي ورؤية ربما تكون مخطئة ونظرة عامة قد يكون الخيال يلعب فيها دور المحدث للأحداث الخيالية التي أتصورها.. أرى بأن تركيا ستلجأ في المستقبل على أن تحصر دورها محلياً واقتصادياً، واجتماعياً، وصناعياً، وثقافياً .. فيكون التركيز على بناء تركيا قوية من الداخل .. تركز جهودها كاملة في بناء الإنسان التركي وقدرته على المساهمة الفاعلة في العالم بمنظور مختلف عن الإنسان الغربي أو التطرفي أو أيدلوجيات العالم المختلفة والمتضاربة، والمتناقضة .. يبدو لي أن التحول الكبير في تركيا الآن يبدأ من الأعلى، ومن الأسفل معاً .. لأن المصالح المشتركة ستكون متطابقة بين القيادة وبين مواطنيها .. في تصوري أن العلم سَيَتَسيّد المناصب والخبرة تؤازره، والإخلاص ينظمه.. والثقة تنفذه .. والكل يتابع الإنجازات بعلمه وخبرته وأخلاقه ستكون تركيا .. مصدّرة لعلمها ومشاركة في بناء الدول الفقيرة، وستصبح قوة مبدعة وسنراها نموذجاً وأسلوباً حضارياً متميزاً .. ربما ما ذكرته قد نفذته دولاً أخرى مثل كوريا وماليزيا وغيرهما .. لكن النموذج التركي إن أصبح قوياً متماسكاً .. فإن الثقل الديني المستنير والمعرفة العلمية .. ستنظم مسيرته .. لن تتدخل تركيا بعد الآن في مشاكل العالم ستركز على نفسها وبناء أبناءها ومستقبلها .. ستكون مناراً جديداً للتقدم العلمي والمعرفي وسنراها تقود العالم بأخلاق يشهدها كل من حولها .. سنراها مكاناً سياحياً وسيكفيها الله شر أعداؤها وخصومها .. وسيكون لها حلفاء وستكون قوتها وتقدمها .. ثروتها ونجاحها .. هل هذا سهلاً تحقيقه ..نعم .. ولا.. نعم في النهاية .. ولا في الطريق .. فسيصيبها أذى وتتعرض لمحن كثيرة من أعداؤها ومن يعمل على تأخير التقدم وينصب المقالب ويُسخّر الضعاف من الضالين ليعرقل المسيرة.. كل هذا وغيره سيكون، ولكن تركيا ستتغلب على ذلك بإرادة الله تعالى ثم بإدارتها وأمتها. أنا أرى أن نضع أيدينا معهم ونثق فيهم، ونساهم معهم .. فَمَنفعَتهم لدينهم ووطنهم وأمتهم أجدى وأقرب لتحقيق أمانيهم.. هنا لي وقفة .. هذا الذي ذكرته أماني.. وخيال كما سبق أن ذكرت.. لكن يستوجب ذلك أن يتحلى رجالها في القمة بمستوى أخلاقي رفيع .. مع قدرة متفوقة من النشاط والإلهام والاتزان والواقعية المعتدلة .. وترتيب أعمالهم حسب أولوياتها المهمة وأن يساعدوا الآخرين على التقدم .. كما أن عليهم أن يعترفوا بأخطائهم وإنكار ذواتهم .. والمعاملة باحترام وعدل ويركزوا في أعمالهم على الناس فصلاح البشر يصلحهم وصلاحهم يُصلح من حولهم .. وكلما كانت الروح المعنوية للأمة مرتفعة كان الأداء متميزاً ومتفوقاً، وعندما تزداد معاناة تحقيق الأهداف .. يُصبح الإبداع ضرورة ملحة.. [email protected] فاكس:6514860