لايكون قراراً إلا بعد تجربة مؤلمة .. ذاك يعني أنه لا يلدغ المؤمن من جُحْرٍ مرتين .. قيادة الشركات تحتاج إلى قائد لا يَنسى المواقف الصعبة .. ذو ذاكرة مستوعبة لما مَرّ به من تجارب، وتداعيات، وآثار .. عندما ترى النجاح في مدير، أو قائد، أو رئيس للشركة، أو مسؤول قسم.. ذاك للوهلة الأولى تعرف بأنه ذو حدس متميز .. فهو الوحيد الذي يبدو بارداً في المواقف الساخنة .. ردود فعله سريعة لأن حدسه ذكي متفاعل.. المواقف الصعبة والمؤثرة في حياة المدير .. هي التي تتمثل في ضغوط متراكمة ومتسارعة وفي وقت واحد .. وكأن المصائب لا تأتي فرادى .. فهو الذي يفكر في مطالبات العملاء والموردين والبنوك .. والدفعات المستحقة والمصاريف المتزايدة ومنافسي الشركة والأسواق المتردية .. وغير ذلك .. يحرص على التطور المعلوماتي .. والتوسع المستقبلي للشركة في مجال التقنية الحديثة.. وفي إنتاج أكبر بتكلفة أقل .. وضع موظفي الشركة ومصالحهم وخلافاتهم .. وحل مشاكلهم .. ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم.. حتى مشاكلهم العائلية يكون طرفاً فيها .. هذه ضغوط من كل مكان .. ومن فضل الله تعالى أنها لا تأتي دفعة واحدة إلا مرة أو مرتين في خلال العام الواحد.. بالرغم من الضغوط التي ذكرناها .. فإنه يبدو بارداً ومتأنياً ومستوعباً .. وغير متذمر .. ولا شاكياً.. فهو المسؤول والقدوة .. والمثال الذي يحتذى .. هو الذي تحمل المسؤولية .. وقبِل التحدي بها .. فهو بذلك القائد المحترم .. إنه يتمتع بمستوى عالٍ من الأخلاق الحميده .. لا يتوقف عن العمل والنشاط .. ذو طاقة مُتجدّدة مُتوثّبه دائماً .. حضوره يجعل العاملين معه وموظفي الشركة يَحْدُوهم أمل النجاح والتفوق .. إنه شجاع مِقْدام .. أخلاقه تحميه .. وإبداعه وأفكاره تسابق الزمن .. محدداً الهدف المقصود وعاملاً على الوصول إليه وإنجازه .. ترى هذا القائد المسؤول مُلْهم ومُعتدل وموزون .. ويتحلى بالواقعية .. والأهم أنه كريم.. يدفع قدراته العملية والعلمية لزملاءه ليتقدموا ويفرح بنجاحهم .. تجده دائما ًمترفعاً عن سَفَاسِف الأمور .. له ومنه احتراماً يسبق الحب .. عنده تفرقة بين من يكون مستحقاً للإعجاب .. وبين من يحب المظاهر والبهرجة .. لا يتخلى عن جلب المعرفة ممن سبقوه .. واستنساخ مايصلح عمله ويطوره .. يحاسب نفسه .. ويقيم عمله بنفسه .. كلماته تدخل القلوب وتحفز زملاءه .. ليستنبط أفكار من يعمل معه .. لا ينهرهم ولا يعنفهم .. أموره بسيطة .. غير معقدة .. وضوحه وصراحته وأمانته.. هي العلاقة الوثيقة التي تربطه بزملائه .. الرئيس أو المدير في مكتبه .. لا يتأفف من معاونيه .. أو ممن لا يعترف بعطائه ولا يقدر فضله.. فذاك عنده طبيعة الحياة .. وجزء من معركتها .. ولا تثنيه عن طريقه ويتغلب عليها بالصبر على الأذى .. إنه الإنسان السوي .. الذي تحب أن تكون معه وبرفقته .. وليتنا نجد قائداً لكل شركة يتمتع بذلك .. لتكون الشركات طيوراً تغرد في السماء .. وتترنم بها الملائكة .. إنه القائد الذاكر الشاكر .. جمال الدنيا ونجاحها وزخرفها لم يصرفه عن جلال الوهاب .. همه البناء .. يتطلع دوماً إلى السماء .. ويقول قوله تعالى : " رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ " .. ويحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ " .. [email protected] فاكس:6514860