إن قدرة التعامل مع الآخرين تعتبر من أهم النقاط التي يركّز على تنميتها قادة المستقبل.. ليس هناك صعوبة في التعامل مع من يحمل الابتسامة والود، ولكن الصعوبة في حالات التوتر والانفعال والغضب التي يتعرّض لها ويعيشها البعض.. هناك ضغوط خارجة تؤدي إلى المبالغة في سلوك الفرد.. فالمنعزل الانطوائي يزيد ويُمْعِن في انطوائيته وعزلته..أمّا من يكون في غرور الثقة بنفسه فإنه يميل إلى التعبير بعدوانية وصوت أعلا..وصخب في التصرف.. مبالغة السلوك لا تظهر إلا عندما يتعرض أي شخص للخطر وتتعطل أهدافه فيحاول الدفاع عنها.. والأهداف التي يسعى إليها و كيفية الإنجاز العملي بأسرع وتيرة والانتهاء منها بأحسن طريقة.. وأيضاً كيف يمكن له أن يكون مَرِناً في معاملاته مع الغير، أو إن أمكن الوثوق بالحصول على رضاهم وإعجابهم ومدحهم.. في الحياة عموماً وفي ثقافة العمل نتقابل مع أشخاص قد يصعب التعامل معهم بنوع من الرضا والارتياح فمثلاً الكسول عندما تشعر بالإحباط لعدم قدرتك على تغييره، فمن المؤكد هي الطبيعة البشرية، ولكن رَدّ فعلك يعتمد على رؤيتك التي قد تسبب لك أن تفقد السيطرة على من حولك، فعليه أن تتماسك حتى يتحقق الخيار الألطف والأحسن في الأوقات الصعبة.. قد تلجأ إلى أن تقبل ما أنت فيه مع هذا الكسول وأمثاله وتحاول أن تتأقلم دون تصرف أو أن تنقل الحالة إلى زميل آخر ليس بمقدوره أن يفعل شيئاً.. وفي هاتين الحالتين الموضوع يدخل في إدارة الخطر.. لذا فإن ما ينتظرك هو غضب مُتراكم واحباط يؤدي بك إلى تصرف لا يليق وعدم جدوى من شكواك إلى زميل سالب، فَيَقِل نشاطك واندفاعك وانتاجك وتؤجل القرارات الفاعلة إلى وقت آخر.. هناك البعض يميل إلى نسيان المشكلة ووضعها في مكان آخر هروباً منها أو تجاهلها، ويعتبر ذلك معقولاً لدى البعض باعتبار أن ذلك أقل تكلفة من مواجهة الشخص المشكلة ووفراً للوقت والجهد.. كما أن البعض ينظر إلى الآخر بطريقة مختلفة يرى في تصرفه دوافع خفية أخرجت منه هذا السلوك..ويرى أن ردود فعله لابد أن تتغير طبقاً لمن هو معه أو أمامه.. فيقوم بإجراء جديد يبدأ فيه بتغيير رد فعله ويحاول أن يخرج أجمل صورة عن نفسه .. فيكتسب بذلك السعادة التي فيه ليرى من الآخرين عطاءاً يوازي ما أعطى .. فيمارس حرْفَنة التعامل.. مما يؤدي به إلى أن يكون الملجأ لزملائه باعتداله وحكمته وتأنيه وصبره.. إن هذا التبدّل في المدير أو المسؤول يعلمه كيف يتعامل مع الأطياف المختلفة وكيف يتمكن من ارضائهم وحسن التعامل معهم، وكسب ثقتهم..إنه نموذج من الخلق الحسن والمعرفة الشخصية النفسية لمن يتعاملون معه.. لكلٍّ منّا شخصية سواءاً كانت سالبة أو موجبة، عدوانية أو مسالمة، هناك مُراوغون ومُتْعِبون منهم الذي يهاجمك بدون هوادة، ومنهم من يَقْتنص الفرصة عليك، ومنهم المدّعي، والعارف بما لا يعرفه غيره، ومنهم من ينفجر فيحدث صَخباً ويعبر عن استياء ومنهم من يرفض أي فكر .. ومنهم من هو كثير الشكوى، ومنهم الصامت والمتردد، ومنهم من يقول نعم دوماً .. فهو المسالم على ما يقال من رئيسه .. أنماط كثيرة ونماذج مختلفة لمن أراد أن ينجح في تحقيق ذاته عليه أن يفكر في الجميع بصبر وحزم واستقامة وأمانه، لا يترك مجالاً لغرور نفسه وانحراف تصرفه ليطاع بإحترام ويسعد برضا العدد الأكبر من زملائه.. إن التغيير بدأ من نفسه وعرّفها وعلمها وصرف كل وقته في تنمية مَدَاركها تغلب على نفسه فاستطاع أن يغير الآخرين، واستطاع أن يتعلم أن تغييره لنفسه أصعب من أن يغير الآخرين ..نجح وتفوق.. [email protected] فاكس:6514860