الحياة اليومية صعبة .. فماذا نقول عن الحياة الإدارية .. عندما تكون مسؤولاً في شركة .. وترتفع بك المناصب .. فإن مسؤليتك تتعدى نفسك..وتصبح مسؤولاً عن الآخرين .. دائماً يقال عن الإدارة أنها تحدي المستحيل .. توجهك الإيجابي يعلو ويرتفع بك إلى الأعلى .. و السلبي يغوص بك في الأعماق .. ولايمكن " أدّعي" أنه يَهْوِي بك إلى القاع .. فإن قراراتك قد تَهْوِي بك أو تصنع لك مكاناً رحباً للانطلاق .. لذا فإنك بهذا المنصب لابد أن تواجه التحديات التي ستكون أمامك شئت أم أبيت.. أول التحديات كيف يمكن أن تحافظ أو تُنَمّي الانتماء للموظف وشركتك التي تديرها .. كما أنه كيف لك أن تصنع الحماس في الموظفين الذين حولك وتجعلهم يشاركونك الأهداف .. وأن يَتَخلّوا عن الروتين المُمِل .. كما أنه كيف تبث الروح المعنوية في الموظف ليعمل مع زملائه بروح المجموعة الواحدة .. كما أن الدخول والخروج في وظائف الشركة يؤدي إلى زيادة التكلفة التي ستكون من المهام الصعبة التي تواجهها .. وأهم من كل هذه التحديات .. كيف تتغلب على السلبية التي يعيشها الموظفين .. وعدم الاهتمام في أعمالهم .. عالم مشحون ومنافسات .. وأحوال متقلبة لاترحم .. عندما تمتلك بعض الأشياء في يدك .. كالسيارة مثلاً ، أو مفتاح المنزل، أو كرسي، أو جهاز كمبيوتر .. فإن إدارة ذلك أسهل من إدارة الأشخاص الذين حولك .. كما أن إدارة من حولك .. أسهل من قيادة ذاتك ومعرفتها .. لذا فإن الأهمية القصوى في الإدارة هي .. نحن والعاملين، والموظفين، والمنتسبين .. أهم موضوع .. ذلك أن الناس هم أساس المشكلة .. وأساس حلها .. لذلك فإن الإدارة تتطلب معرفة الخلط بين الإيجاب والعلم، والمعرفة، والتصرف الأخلاقي الرفيع المستوى .. عندما نحاول البحث عن مدير يتمتع بهذه المواصفات .. قد يكون وجوده نادراً .. لايوجد اليوم الموظف المتكامل .. وعندما يتم إختيار موظف في الشركة ذو كفاءة عالية .. ويتمتع بالتقدير و الإحترام .. ونأمل فيه الخير للإدارة .. نجد أننا قد فقدناه في منصبه الأول المتميز .. وفشل في إدارة الآخرين .. لأن الفرق كبير بين إدارة الذات العملية .. وإدارة الآخرين العملية .. فقدنا موظفاً عنده كفاءة .. ولم نكسب مديراً متميزاً .. عندما تتجه الإدارة إلى السلب .. فإن المدير يتهم موظفيه .. و الموظفون يتهمون مديرهم .. وكل منهم يوجه اللوم للآخر .. ويتخلى عن مسؤوليته السالبة .. وكأنه رمى الكرة في الملعب الآخر .. والحقيقة أنهم جميعاً مسؤولون .. إذا حاولت أن تعرف المتاعب التي يحاول المدير أن يتغلب عليها فإن عليك أن تكون في مهمة لتك المتاعب وإن كان غير ذلك فإن الجواب عندهم جميعاً أو معظمهم .. هو إنخفاض الإنتاج .. وهو دليل السلبية من العاملين .. وعدم الولاء .. والإهمال .. والتقصير .. بل وأحياناً تتعدى ذلك إلى الاعتداء وتخطي الحواجز ويصل إلى نوع من الشلل والعجز .. وتحطيم القيم .. وبالتأكيد يؤدي كله إلى تحطيم الروح المعنوية .. ما أكتبه اليوم .. يعتبر أشكالا متنوعة لأعراض بعض الأمراض .. فهي لاتشخص بأنها مرض .. لأن الظروف المحيطة والتوتر الحياتي لهم صلة بذلك .. بل مسبباتها .. أكثر من نصف العاملين في الشركات أو المجال العملي الخاص ليس لديهم ثقة في أنفسهم .. وذلك يؤثر كثيراً على أداء الشركة وتقدمها .. أياً منا إذا بادرته نفسه بأنه لايستطيع أن يتفوق ويقدم، وينجز فإنه لن يستطيع لكونه ربط ذلك .. فحالته النفسية السلبية لا تساعده على التفوق.. وإذا حدثته نفسه بإيجابيات عمله .. فإنه بالتأكيد يستطيع التفوق والإجادة .. ذاك يعني أننا نحقق مانريد .. عندما نريد ونصدق أنفسنا .. ونحقق آمالنا وأحلامنا ..اعتقادنا بالنجاح .. يصنع النجاح .. واعتقادنا بالفشل .. يصنع الفشل .. كثير من المديرين يقررون فصل موظفين من أعمالهم .. ثم يتراجعون .. ذاك أنهم يرون طريقاً متفائلاً أحياناً .. ومتشائماً أحياناً أخرى .. [email protected] فاكس:6514860