أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بتطور عمليات زراعة الأعضاء في المملكة ، وما توصل إليه الأطباء السعوديون من نجاحات متتالية في هذا المجال ، والتي جاءت بتوفيق من الله أولاً ثم بفضل ما توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد يحفظهم الله ، من رعاية واهتمام بالقطاع الصحي ، مؤكداً بأن نجاح الأطباء السعوديين في إجراء أول عملية زراعة تتابعية على مستوى الشرق الأوسط " دومينو" دليل على هذا الاهتمام وهذه العناية ، وايضاً ما توصل إليه الطبيب السعودي من مهارة وتدريب متقدم. جاء ذلك خلال لقاء سموه الأسبوعي في " الاثنينية" بمقر الإمارة بحضور أصحاب السمو والمعالي والفضيلة ، وأعضاء جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية " إيثار " وأعضاء من المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ، والفريق الطبي الجراحي السعودي الذي نجح في عملية الزراعة التتابعية، ومستشفى قوى الأمن بالمنطقة الشرقية ومستشفى الدمام المركزي. وقال سموه خلال اللقاء :" لقد قدم كوكبة من إخواننا وأبنائنا المتميزين من الأطباء لبلادهم وللبشرية إنجازات غير مسبوقة في مجال زراعة الأعضاء وهذا ولله الحمد نعمة كبرى نشكر الله عز وجل على أن مكن هذا الفريق المتميز الذي استطاع أن يرتقي بمستواه في المراكز المتقدمة على مستوى العالم " ، مشيراً إلى أن الفخر والسعادة بهم قليلة ولهم منا الدعاء بالتوفيق وأن يسدد الله خطاهم لما يحبه ويرضاه ، وهذا المجال ليس بالسهل بل مجال معقد وصعب للغاية ، ولكن الإنسان السعودي ولله الحمد قادر بفضل الله أولاً ثم بعزيمته وإصراره على تحقيقه بنجاح. وأشار سموه إلى أن المنطقة الشرقية استطاعت أن تحقق عددا جيدا في عمليات زراعة الأعضاء ولكن المطلوب أكثر، فهذا خير يتبعه خير، فالحي المتبرع بأعضائه يحصل على الأجر وفقاً لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ،والميت ينفع في التبرع بأعضائه متى ما توافقت مع شخص آخر يستفيد منها بعد موافقة ذويه ، وهناك فتاوى أجازت ذلك ولله الحمد ، لكي يطمئن القلب لهذا العمل سواء للمتبرع أو المتبرع له والساعي بينهما. من جهته قال رئيس مجلس إدارة جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء عبدالعزيز بن علي التركي بأن ما نحن فيه الآن ما هو إلاَّ وفاء لالتزامات بلادنا تجاه العالم بعد توقيعها اتفاقية اسطنبول عام (2008م) والتي تعتبر أداةً قويةً وتغيير حقيقي يسلط الضوء على الممارسات الخاطئة في الإتجار بالأعضاء…إضافة إلى إيجاد تغيير حقيقي في العقلية السائدة نحو التبرع بالأعضاء وخلقُ اتجاه إيجابي نحو ذلك، واستنهاض الدور الرئيس للمجتمع المدني بالمساهمة في ذلك، ومساندة الجهات المعنية بالبلاد على وضع آليات تسديد الاحتياج الذي قد يصل إلى (20 الف عضو) بحلول عام (2018م). وأشار التركي بأن الحاجة المتزايدة لزراعة الأعضاء في العالم لا تتوقف، وهنا في المملكة العربية السعودية يبلغ على قائمة المرضى على سجلات الغسيل الكلوي 1600 مريض ، و " 500″ مريض في انتظار زراعة كبد ، حيث تم زراعة 13 كبد في 2016م ، بينما يبلغ عدد المرضى الذي ينتظرون زراعة رئة " 500 " مريض ، وتم زراعة 4 رئات مزدوجة في 2016م ، وهناك " 500 " مريض في انتظار زراعة قلب ، وتم زراعة 6 قلوب في 2016م ، وأكثر من " 6000″ مريض كلى على قائمة انتظار الزراعة تم زراعة 25 كلية في 2016م. وأضاف التركي بأن تأسيس جمعية إيثار لتنشيط التبرع بالأعضاء يُعدُّ علامةً فارقة وإضافةً رائعة لهذا المجال، لما لها من دور بناء في استحداث لجنة الشفاعة الحسنة للتواصل مع ذوي المريض المتوفي دماغياً بعد توثيق الوفاة الدماغية رسمياً من قِبل لجنة الأطباء لحثهم وإقناعهم بالموافقة على التبرع بأعضائه. وخلال اللقاء تحدث الدكتور أحمد النعمي المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام عن إنجازات المستشفى ودوره في نجاح زراعة الأعضاء وحصوله على جوائز واعترافات عالمية محققاً بذلك السبق على مستوى المملكة، فيما تحدث الدكتور محمد القحطاني رئيس قسم جراحة وزراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام عن نجاح عمليات زراعة الكبد في المستشفى منذ عام 2009 واعتماده على أطباء مهرة لديهم القدرة على التعامل مع التقنيات العالية بالغة التعقيد والدقة. وعلى هامش اللقاء أعلن عضو هيئة الإفتاء بفرع الرئاسة العامة للإفتاء والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية الشيخ خلف بن محمد المطلق عن تبرعه بأعضائه لما في ذلك العمل من أجر كبير عند الله وإنقاذاً لحياة المرضى الذين يقبعون على الأسرة البيضاء في المستشفيات منذ عدة سنوات على أن أمل أن يجدوا متبرعاً لهم ، مؤكداً بأن الشيخ عبدالله المطلق المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء أجاز التبرع بالأعضاء ورغب الناس وحثهم على التبرع.