عندما تسأل الشباب المتقدمين للعمل عن الحلم الذي يراودهم كمنصب يتوقون إليه.. معظمهم إجاباتهم .. " بجوار الرئيس التنفيذي " .. ذاك يعني أنهم يريدون أن يكونوا الأكثر تأثيراً على الموظفين .. والمساهمين .. والعملاء .. وعندهم صلاحية التفويض .. وتسمع منهم أن هذا الموقع الوظيفي يعطيهم الخبرة العملية بالعمل المتميز .. بجوار أكثر الناس حساسية وخصوصية .. ويحلم الشاب أن يسمى مستشار الرئيس التنفيذي .. وعادة ما يعطي المستشار النصائح والخدمة المطلوبة .. إلا أن مستشار الرئيس التنفيذي له وضع خاص متميز.. كما أنه ليس كل الرؤساء التنفيذيين راضين عن وضعهم .. ذلك أن بعضهم تراه بعيداً عن جو السعادة والطمأنينة .. ولا يشعر بالصداقة الحقيقية أو الإخلاص الذي يتمناه.. ويلتف حوله النفعيين والمصلحجية .. هو يحتاج إلى وجود مستشارين ذوي كفاءة .. وثقة .. وإخلاص .. السلطة التي يتمتع بها الرئيس التنفيذي لها أضواء تخدع الإرادة .. وتنزع جادة الصواب .. وتجعله أكثر الناس عرضة للوقوع في الأخطاء وشهوة الطمع .. والسقوط في الهاوية المغرية .. لكن المستشار الشاب لن يكون في حالة من الاستمرار والتقدير .. إلا إذا تعامل مع المشاكل بحنكة ودراية .. وهنا يبرز ولاء هذا المستشار الذي يمارس دور التوعوي من أولئك الذين يعارضون رئيسهم أو يؤيدوه .. ومحاولة إبعاد الوصوليين .. والاستماع لرأي المخلصين .. والبت السريع الذي يجعل من الانتظار في أخذ القرار أمراً لا يحمد عقباه .. إن القرب من الرئيس التنفيذي وثقته فيك .. والاستماع لنصائحك .. وقبول بعض مقترحاتك .. وتقييم عمل زملاءك ..يؤدي إلى التريث في إبداء الرأي .. والرجوع إلى معلومات إضافية .. ومع هذا فإن مستشار الرئيس التنفيذي القريب منه .. أحياناً يكون مضطراً لأن يرى ما يراه الرئيس التنفيذي .. ولكن عليه أن يضع في أخلاقياته وأمانته .. أن ذلك لا يمثل ضرراً على الآخرين .. ولا يخرجه عن جادة الحق والموضوعية .. إن المنصب الذي يتمناه الشاب مسؤولية كبيرة .. لا يتحملها ويقوم بادائها .. إلا ذو الأمانة والقوة .. والذين لا يهتمون بالمغريات المادية .. ولا تخدعهم الأقوال المعسولة.. ليساعدوا الرئيس التنفيذي .. ويقدرون عمله .. ويعرفون مسؤولياته .. وهم في خدمته .. ولكنهم في خدمة العمل الأسمى .. " شركتهم " .. وسيكونوا يوماً مكانه إذا استطاعوا أن ينفذوا من براثن هذه الوظيفة .. الرائعة البريق .. والمحملة بالسحب المظلمة التي قد تؤدي بهم إلى ظلمات الأداء .. وغيرة الرئيس .. وفقدان المنصب .. وأسْفِين الزملاء. [email protected] فاكس:6514860