مهنة المجوهرات من المهن التي يتوارثها أفراد عائلتها .. ويبرعون فيها بالخبرة التي يتحصلون عليها من آبائهم وإخوتهم الأكبر سناً .. عندما تخرج المهنة من الإطار العائلي .. وبغفلة من أفراد العائلة الذين يثقون في بعض العاملين معهم .. يلتقط هذا الموظف أسرار المهنة ويبني علاقات شخصية مع عملاء وثقوا في مجوهرات هذه العائلة ..إنها مهنة خصوصيتها في أهلها .. لهم قيم وثوابت أخلاقية تُفرض عليهم في تعاملهم .. ثقتهم في أخلاقهم ووفائهم لعملائهم الذين يثقون فيهم .. إنهم مبدعون .. فكرهم وإبداعهم دوماً متجدد .. كلما كان كبير العائلة الجوهرجي القديم موجوداً .. فإنه يستطيع أن يوجد الجيل الثاني والثالث .. وتبق آراءه وأفكاره ومبادئه .. لا أتكلم هنا عن تلك المحلات الصغيرة المنتشرة في أنحاء المعمورة فهي إن كان منها خاصة في أوروبا بقايا إرث قديم .. أو بعضها عمل لفترة في محل مجوهرات .. ثم اقتبس ففتح لنفسه متجراً .. مهنة المجوهرات تلقي بالبريق على صاحبها وعائلة من يعمل بها .. وتعتبر مهنة محبوبة عند الأثرياء والذين يملكون أموالاً طائلة وليست لهم الشهرة المقنعة لهم فيلجأون لفتح محل مجوهرات بإسمهم .. ليقترن إسمهم ويعرفون به ويتفاخرون بملكيتهم له .. حتى ولو كان هذا المحل يسجل خسارة مادية .. لا تهمهم كثيراً لأن عندهم إيرادات أخرى من مصادر متنوعة تغطي كل الخسائر المحتملة من فتح محل مجوهرات .. أنصح أخواني من الأسر العريقة التي تعمل في مجال المجوهرات أن يتنبهوا إلى عملائهم وزبائنهم الذين وثقوا بهم .. فإن العامل الذي يتعلم في محل مجوهرات يحاول أن يستحوذ على عملاء المحل القديم .. ولكن لا يحمل مبادئ وأخلاق بنيت على مدى عقود من الزمن .. في بلدي نماذج من الذين بذلت معهم جهوداً وعلماً وعطاءاً .. وتركوا المكان ولكنهم لم يكونوا قادرين على وفاء الإنسان .. نفوسهم حملت نوايا ليست إيجابية ونسوا أن الطريق لا يكون سليماً إلاّ بالتقوى والصلاح والوفاء والعطاء .. وبالتأكيد عندما يحل الوقت ويتذكروا فلن يكونوا سعداء .. [email protected] فاكس:6514860