لست بمقرر سياسي .. ولا أعرف كثيراً أكثر منك ياقارئي اليوم .. ولكني أسرد لك قصة قصيرة .. لست مع بطلها فكرياً أو سياسياً .. ولا أعرف توجهه السياسي .. ولا عقيدته الإدارية .. ولا فكره وما نتج عنه .. وبذلك أنفي أن هذا النموذج الذي أضعه أمامك بأني أتبنى فكره .. أياً كان موافقاً معه أو لا أميل إليه أو افترضه معادياً .. فليس من الإنصاف أن أتبنى مالا أعلم .. أو أقف بغير حق .. أو أعترض بغير معرفة.. السيدة بينظير بوتو هذه السيدة عندما تقرأ عنها .. ترى كفاح المرأة وجديتها .. وتعطي نموذجاً لكل نساء العالم عن الدور الذي يمكن للمرأة أن تلعبه .. فهي ليست مجردة من تبعيتها للرجل .. بل هي الشخصية التي تلعب الدور في كل الكيانات .. مؤثرة .. وقائدة .. أصبحت رئيسة للوزراء في باكستان .. ثم زعيمة للمعارضة .. همها الأول هو الإصلاح بكل أنواعه .. سياسياً .. واقتصادياً .. واجتماعياً .. هي أم لثلاثة أبناء .. درست في هارفرد واكسفورد .. تفرغت في دراستها للدراسات الاقتصادية وغيرها من الدراسات التي تولد النمو وتدعم الاستقرار .. أُعدم والدها الذي كان سياسياً بارعاً .. وسجنت بالإقامة الجبرية .. وخرجت بمساعدة من انصارها .. ثم عادت بعد وفاة من أعدم والدها .. بعد عشرة أعوام خارج بلادها .. عادت وبتزكية من أنصار حزب الشعب الذي أسسه والدها .. ثم أصبحت رئيسة للحزب .. أصبحت رئيسة وزراء باكستان وعمرها 35 عاماً .. وأثبتت للعالم قدرة مهارية فائقة أطاحت بالنظريات القديمة أن المنصب بالسن .. وأنه لابد من الرؤساء التنفيذيين أن يتجاوزوا الخمسة عقود .. نجحت بجدارة .. لكن أعداء النجاح لم يمكنوها .. وكان أول من خذلها زوجها في تورطه في الفساد الإداري .. عندما كان وزيراً في وزارتها .. واسقطوا وزارتها .. مع هذا عادت وكافحت .. وتولت رئاسة الوزراء مرة أخرى .. وبحدوث المشاكل الإقتصادية .. ووجود المشاعر الإنسانية التي جعلت حليفها الأول ينقلب عليها .. اسقطت وزارتها .. وخرجت في منفى اختياري لها .. متنقلة بين أوروبا والشرق الأوسط .. في مدن مختلفة ما يقارب ثمانية أعوام .. ثم عادت لباكستان لتخوض انتخابات جديدة .. شعارها لا للبطالة .. لا للفقر .. نور للعدل .. ولكن خصومها لم يجدوا طريقة للتخلص من هذا الإصرار والمثابرة .. غير القضاء عليها .. وتم ذلك .. ولقت حتفها .. إن هذا يثبت أن الإصلاح .. والقيادة .. والإدارة السياسية .. ليست تخصصاً للرجال فقط .. وأن المرأة لها دور في هذه الحياة .. وأحياناً أكثر توفيقاً من الرجال . [email protected] فاكس:6514860