عبدالمقصود محمد سعيد خوجه أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك على نعمتي الصبر والاحتساب فقد رزئت وأنا في رحلة علاجية خارج الوطن برحيل استاذنا التنويري الكبير الاستاذ عابد خزندار، "رحمه الله".. قامة سمقت في بيادر النقد، ودنياوات الثقافية وضجيج الأدب.. ودهاليز الترجمة وصولات الابداع، تنقل بينهم بمواهبه الأنيقة، وسوحه المعطاءة، بخطى واثقة ومقدرة مميزة، ونفس شفيفة، شغوفاً بالآراء الفلسفية التي غاص تفاصيلها، وعاش مكنوناتها بين ضفاف أسفار ابن رشد ونتيشه وأرسطو وغيرهم فتعملق كثيراً بالنظريات النقدية والافتتان بالحرية الفرنسية الفكرية والانسانية في باريس التي قصدها للمرة الأولى أواسط السبعينات الميلادية من القرن الماضي باحثاً ولاهثاً وعاشقاً وناحتاً مستقبله الثقافي فيها، امينا عليه، وخازنا لداره الفكرية والادبية.. رحل اليها .. ورحل فيها وبين الرحلتين تصدى لأزمة النقد وقضايا المثقف، ومطالب الفكر ونبض الكلمة وارق الصحافة فالكتابة عنده شغل متواصل وجهد عمليّ كثيف الفكرة، عميق الاسلوب اثبت كفاءة صحافية من خلال الكلمة المنضبطة بكثير من المسؤولية والمهنية عبر عدة اعمدة صحافية آخرها "نثار" في صحيفة الرياض حيث تنقل فيه بين بعد الحداثة في اقصى مراحل النقد الموضوعي وبين الحديث عن دقائق الحياة اليومية السعودية. كان للاثنينية وقفة شكر وتقدير تكريما واحتفاء بمنجزه النقدي وبكتاباته التي تشع فكراً نيراً يتزين بالجرأة المسؤولة والحصافة الرزينة، والكياسة البديعة.. فأسعدنا بأمسية مميزة بتاريخ 13 /2/ 1422ه الموافق 7 /5/ 2001م ظلت عالقة عبقة بأذهان كثير ممن أحاطوه حباً، وعرفاناً، وتواصلاً، وتم توثيقها صوتاً وصورة تهدي لمن يطلبها وكالعادة رصدت ضمن فعاليات الجزء الثامن عشر من سلسلة "الاثنينية". رحم الله استاذنا الكبير عابد خزندار واحسن اليه بقدر ما قدم لوطنه وامته وستظل مؤلفاته الابداعية منجزاته الادبية ارثاً نعتز ونفخر به.