وبعد إستعراض هذه الملامح وبعد تمعن النظر على أرض الواقع, يمكننا القول ونحن مطئنون تماما لذلك، بأن هناك تراجع وتراجع كبير لدور ومصداقية الولاياتالمتحدةالأمريكية كدولة كبرى فى النظام العالمى , وعلى الجانب الآخر هناك قوى آخرى صاعدة, وما بين هذه وتلك هناك إزدياد فى دور القوى الإقليمية ك (إيران وتركيا) لملىء الفراغ الذى أوجدته حالة عجز الغرب عن إدارة الأمور بشكل ايجابى وفعال، وكل ذلك بالطبع يؤثر فى الشرق الاوسط, ويؤثر فيه الشرق الوسط بالطبع. ومما يدعم وجهة نظرنا أيضا فى إستمرار أهمية وجود أو صعود الشرق الأوسط فى السياسات الخارجية للغرب: إلتزام أمريكا والغرب بحماية أمن إسرائيل والحفاظ عليه (ونعلم جميعا مدى تأثير الآخيرة فى دائرة صنع السياسات والقرارات فى الولاياتالمتحدة). وأيضا مسألة اللاجئين (وبخاصة اللاجئين السوريين, وما تشكلة من أزمة بالنسبة للدول الاوروبية بسب تزايد أعدادهم,حيث تشير بعض التقارير إلى وصول تلك الأعداد لحوالى 11 مليون شخص ما بين لاجىء ونازح). ويمكننا أيضا أن نضيف أن منطقة الشرق الأوسط منطقة متعددة الصراعات متكدسة السلاح ( الأمر الذى يقلق الغرب حيث يشير التقرير السنوى ل"معهد سيبرى" أن مشتريات المنطقة من السلاح بلغت حوالى 32% من حجم مبيعات الأسلحة الأمريكية و20% بالسبة لألمانيا وفرنسا و10% لروسيا) , ولا يجب أن نغفل أخيرا أهمية عامل النفط (وءلك على الرغم الآن من إكتفاء أمريكا الذاتى إلا أن هذا الإكتفاء سينتهى فى الأجل القريب بعد خمس سنوات على الأكثر ،وذلك لأسباب متعددة, ولكن لا يتسع المجال ولا المساحة لسردها الان). وبعد ما كل ما تقدم يمكننا أن نستنتج أن منطقة الشرق الأوسط هى منطقة إستراتيجية حيوية بالنسبة للغرب(كانت ومازالت) ومردود إهتمام الغرب بها مرتبط بحجم مصالحه وبتحقيق أهدافه السياسية والإقتصادية والوجيستية. وبخلاف تحقيق المكاسب وعلى الناحية الآخرى فالإهتمام أيضا يتزايد لأسباب أن منطقة الشرق الاوسط أصبحت مصدر للأفكار و التنظيمات والأعمال الإرهابية (وأحيانا ينقلب السحر على الساحر )، وأصبح يهدد الدول الكبرى فى عقر دارها. وأعتقد وقبل أن أختم مقالى, أنه آتضح لكم الآن قرائى الكرام لماذا أردت الإستهال بهذا التصريح الحقير والوقح للمستشرق البريطانى اليهودى الأشكينازى (أو كما يطلق عليه رأس الأفعى) ،وهو مختص فى الدراسات الشرقية الإفريقية بلندن ,و صاحب أقدم مخطط مكتوب لتقسيم الشرق الأوسط إلى30 دويلة مذهبية وأثنية…. وأكثر من ذلك فى وثيقته التى أصدرها عام 1980 م وأقرها الكونكرس الأمريكى عام 1983م. وعلى طريقة هذا "البرناند" أتساءل : هل سندعهم يدمرون ما تبقى من حضارتنا؟. [email protected] Twitter: @Heba_elmolla