كانت مدينة الدار البيضاء من زجاج نافذة الطائرة اكثر بياضاً.. واكثر اخضراراً.. فالمغاربة متفائلون هذا العام كثيراً لان كميات الامطار التي هطلت على مدن وقرى المغرب هذا العام تكاد تكون نادرة مقارنة بالسنوات القليلة الماضية التي شهدت شحاً في الامطار.. ويقول بعض "المغاربة" ان فلاحة الارض لا يمكن ان تكون معطية "بالزاف" الا بقدر ما تكون كمية الامطار. "وبالزاف" هذه لمن لا يعرفها تعني "الكثرة الشديدة" وهم يقارنون هذه الوفرة في الامطار ونجاح الموسم الزراعي بان كل شيء في البلاد سوف يكون "معافى" وبخير وعلى خير.. وهم يعنون بذلك سواء كان المستوى السياسي او الاجتماعي وعندما نسأل ما دخل السياسة في الفلاحة يقولون لك ان المغربي بطبعه انسان يبحث عن الراحة والهدوء ولا يريد الذي يصدع الرأس.. فطالما فلاحته بخير فالدنيا بخير. لهذا لم استغرب عندما قال سائق السيارة المكلف بمرافقتنا بانه يأتي الى الدار البيضاء عندما لا تسقط الامطار للبحث عن الرزق.. لهذا فانتم سوف تكونون اخر زبائني لأنني سوف اذهب الى الريف حيث المحصول هناك .. ويمضي قائلا انني اتي الى هنا في اوقات متفاوتة ومتباعدة هذه المدينة الصاخبة لا تعجبني انها "صداع" في صداع. لم اعقب عليه لأنه بدا لي كأنه يهذي مع نفسه. وهذه الشمس المشرقة تعني ان لا أمطار هذه اللحظة.