( المعنى الأول ) يقول الناس أن ما نبحث عنه هو أن نعطي للحياة معنى ، وأنا اعتقد أن ما نبحث عنه هو أن نشعر بأننا أحياء حتى نشعر ونستشعر كل معاني الحياة الجميلة تسيطر على كياناتنا الداخلية العميقة ، فمعنى الحياة الحقيقي يكمن في داخل كل إنسان بشكل مغاير تماماً عن الآخر. ( المعنى الثاني ) يقول الناس إننا نصبح في أفضل حالاتنا وفي قمة سعادتنا عندما ننهمك بالكامل في فعل ما نستمتع به اثناء توجهنا للهدف الذي نريد تحقيقه لأنفسنا ، وهذا يمنح لحياتنا معنى ويجعلنا نستمتع بيومنا وحياتنا ويجعل كل شيء آخر في الحياة أمراً في غاية الروعة والقيمة. وأنا أؤمن كثيراً بهذا المنطلق الحياتي وأعمل كذلك به. ( المعنى الثالث ) يقول الناس للناس عيشوا حياتكم كل يوم كما لو كنتم تتسلقون جبلاً ، ومن حين لآخر وجهوا أنظاركم للقمة لتحافظوا على البقاء سيراً نحو هدفكم ، وأنا أوافقهم غير أني أحب أن أعيش حياتي كل يوم كما لو كنت أطير في سماء شاسعة .. لا حدود لها .. أطير حيثما أريد .. مع من أريد .. ولا انسى أن أوجه ناظري للقاع .. حتى أعرف لأي مدى قد ارتفعت وحلقت .. وكم هي المسافة المتبقية التي تفصل بيني وبين حلمي .. وهدفي .. وأمنياتي .. فمن ينظر للقمة ويحلق مسرعاً دون الإلتفات للقاع وللمدى .. قد لا يستطيع التحليق مرة اخرى إذا واجهته الرياح .. وكسرت جناحه. ( المعنى يقول ) إن الإلتزام هو ما يحول الوعد إلى حقيقة واقعية ، إنه الكلمات التي يقولها بجرأة عن نوايانا ، إنه الأفعال التي تتحدث بصوت أعلى من صوت الكلمات ، إنه إيجاد الوقت عندما لا يكون هناك وقت ، وهو يأتي ساعة بعد ساعة ويوماً بعد يوم. كم احترم الملتزمين. ( المعنى في بطن الكاتب ) هكذا هي .. إن لم نُصاحبها .. ونحسن عشرتها ومعاشرتها .. تعطينا ظهرها .. ولا تكترث لأمرنا .. لكن إن صادقناها .. وفهمناها واحتويناها .. وأيقنا أن دوام الحال فيها من المحال .. فتحت لنا ذراعيها .. واحتضنتنا .. واحتوتنا .. بل وفي بعض الأوقات .. قبلتنا .. الحياة حلوة .. ولا يكفي فيها لطالب السعادة أن يكون مخلصاً في قصده .. بل عليه أن يترجم إخلاصه ويترصد له .. ثم يقف موقع المشكك فيه.. حتى يتمكن من تحديد موقفه في هذه الحياة .. لأن عاشق الحقيقة يهيم بها لذاتها ولو كان ذلك مخالفاً لمعتقداته .. وعاشق الحياة يبحث دائماً عن كل ما يجلب السعادة لقلبه .. ويكفل له كل المعاني التي سوف تمنحه قيمة وروعة.