"السكمجة وهي عبارة عن صندوق صغير له عدة مخابئ تحفظ فيه بعض النفايس من المجوهرات والممتلكات .. الخاصة". كان شارع ( سويقة ) بمكة من افخم الشوارع وابرزها منتصف القرن الهجري الماضي ,فهو مجمع كبير لتجارة الأقمشة الراقية والمجوهرات النادرة والمشغولات والملبوسات والعطورات والساعات ذات الأثمان الغالية ! وكان من حَظّي في طفولتي وصباي ان اعبر هذا الشارع الفخم مرتين في كل يوم وطوال سنوات دراستي الإبتدائية أواخرالستينيات الهجرية من القرن الماضي بالمدرسة العزيزية بالشامية ! أي أنني كنت أَتَشَبّع بالعروض االمبهرة الجميلة للتجارات الراقية ! وهو تشبع متفرد أثّرَ على وجداني بشكل كبير ! ومما رسخ بذاكرتي ولم تمحه سنوات العمر ذلك المتجر المتميز بوسط ( سويقة ) متجر شيخ الجواهرجية الشيخ ( حسن فارسي ) والذي كانت تعقد به اغلى الصفقات التجارية بتبسط عجيب ودون ضجيج أو حراسة كما يحدث في بلدان أخرى ! وكان اللافت جدا تميز الشيخ حسن فارسي بلباسه المكي الأنيق من ( الدوبلين ) الأبيض الزاهي ! وتحلق ابنائه وأحفاده من حوله بعدد وافر ما شاء الله ! حتى ليكاد المتجر لا يسع لكل العدد فيقتعد بعضُهم على مقاعد بخارج المتجر ! وكان يلفتني كطفل لاتفوته دقائق الأشياء ما كان عليه الشيخ حسن فارسي من مهابة وما كان عليه إبنه الأكبرالعم محمد علي فارسي من إنهماك بتفاصيل البيع والشراء وتحكيم المنازعات الطارئة التي كثيرا ما تنشب بين المشترين والتجار ! ولفد ظل العم محمد علي فارسي على وفاء والده الشيخ حسن فارسي يؤتمن عند الأهالي بمكة والوافدين اليها في بيع وشراء المجوهرات وبخاصة النساء ! فإنهن اذا إشترين المجوهرات من اي متجر أخر يسارعن إليه بمتجر ( سويقة ) او ( المدعى ) او ( الغزة ) ويعرضن عليه مشترواتهن ويسألنه النصيحة اي ( الإستشارة ) !فيتفحص بخبرته ما يعرض عليه ويقدم إليهن المشورة بنفس طيبة ودون مقابل ! بل إن الأهالي بمكة لا يبيعون ولا يستبدلون مجوهراتهم إلا عند العم ( محمد علي فارسي ) لورعه وأمانته رحمه الله رحمة واسعة . لقد ودع هذا المكي النبيل دنياه الفانية إلى دنياه الباقية يوم الأحد الماضي ولا نحسبه إلا ممن إرتضاهم الله من عباده الصالحين . فخالص العزاء لإخوته وأولاده وأحفاده وعموم اهله ومعارفه. فريق نادي الوحدة فريق نادي الوحدة بهذه الصورة حضرته كمتفرج في صباي منتصف السبعينيات الهجرية وأذكر منهم نجم الفريق أحمد آشي من القشاشية وعبد الله كعكي وموسى كيفي من أجياد واذكر منهم حمزة بصنوي من الشامية وكامل ازهر من الشبيكة ومحمد دخان من أجياد ومبسطة لبيع الخردوات بالجودرية وسرور هرساني ومحمد شلبي وعبد العزيز حملي من القرارة واحمد عدني من الوافدين اليمنيين واذكر ايضا ممن لم يظهروا بهذه الصورة حارس فريق الوحدة السوداني الشهير والملفب ب ( كلبشة ) لتفرده بإمساك مقذوفات الكرة على مرماه بيد واحدة ! والباز الأول من زقاق الوزير لا يحضرني اسمه الآن إنكب بعد إعتزاله الكرة على كتب السحر فأختل عقله وأعتراه جنون شديد فأقدم على قتل أمه بيد الهاون ( الْهَوَنْدْ ) وحكم عليه بالفصاص في واقعة ظلت تروى على ألسنة الأهالي لزمن طويل ! ولايحضرني اسمه الآن وهو غير حسني باز نجم الوحدة في اول كأس عام 77 هجري !واذكر عبد الله غمري من شعب علي وسالم سجيني من القشاشية وعبد العزيز جرولي من جرول وإسماعيل فلمبان من الشامية. عبد الله رواس