لقد اظهرت تجربة الخصخصة في المملكة التي تمت في الفترة الاخيرة الكثير من الايجابيات والقليل من السلبيات على المجتمع. فالخصصة ليست غاية بل وسيلة لرفع كفاءة استخدام الموارد ومواجهة التحديات التي تتكاثر يومياً امام الدول واقتصاداتها. وهذه الاهداف تتطلب ضرورة زيادة منتظمة في رأس المال القومي، وكذلك في كفاءة وفعالية استخدامه وهو ما يوجب استخدام كافة الادوات والاساليب العلمية والاليات الاقتصادية من اجل انجاح برنامج الخصخصة تمهيدا للتحول من اقتصاد التوجيه الى اقتصاد السوق. اذن فهدف الخصخصة هو تنظيم الكفاءة الاقتصادية، لان الخصخصة هي احدى آليات التحول الى اقتصاد السوق تمهيدا للاندماج التدريجي في الاقتصاد العالمي ولاشك ان تنفيذ الخصخصة وبرامجها لا يمكن ان تتحقق الا بتنظيم الكفاءة الاقتصادية. وهنا لاحظ ان تنظيم الكفاءة الاقتصادية للخصخصة يتم تحقيقها إذا ما اثبتت الوسائل التالية: اولا ان الخصخصة غالباً ما تؤدي الى زيادة ربحية، ثانياً: ازالة اعباء الديون عن المشروعات التي تم خصخصتها، ثالثا: زيادة الاستثمارات في هذه المشروعات، رابعاً ادخال التحدي التكنولوجي على هذه المشروعات، خامسا تطوير اساليب الادارة بها، سادساً تغيير وتطوير تشكيلية الخدمات والمنتجات. ان مستقبل الاقتصاد السعودي، وامكاناته في التقدم والانطلاق يتوقف على قدرته على التعامل مع مشكلة اعادة رسم الدائرة التي يعمل فيها كل من القطاعين العام والخاص بما يتفق مع متطلبات المرحلة الحالية وما يتواءم مع التجربة التنموية في كل بلاد العالم فطبيعة سياسة الخصخصة تقتضي التحول من القطاع العام الى القطاع الخاص على النحو والقدر الذي يغير من الطبيعة البيروقراطية لنظامنا الاقتصادي مع تحقيق التوازن بين وجود الدولة وبين قيامها بالخدمات الاساسية من ناحية اخرى. ويمكن رؤية اهم الدروس المستفادة من تجربة الخصخصة في المملكة في الآتي: 1- زيادة تنمية الوعي بعملية الخصخصة بين قطاعات القطاع العام وقيادات الاجهزة الحكومية وجميع قطاعات الشعب السعودي من اجل تشجيع القائمين على تخطيط وتنفيذ البرنامج. 2- تأييد الموظفين والعاملين من برنامج الخصخصة، وبذلهم في اتباع كل الوسائل لزيادة الوعي بمزايا وفوائد الخصخصة وتوضيح ان تنظيم كفاءة الخصخصة لتبني تشغيل المزيد من الشباب السعودي ومنحهم مزايا عمالية في عملية الخصخصة. 3- كسب تأييد الادارة الخاصة والمشروعات المخصخصة ويتم ذلك عن طريق ايجاد حوافز لهم لتشجيعهم على تنظيم الكفاءة الاقتصادية للخصخصة. 4- جلب او جذب قيادات جديدة لبرنامج الخصخصة في المشروعات المختلفة تكون مهيأة ومعبأة لانجاز البرنامج مما يؤدي الى تحقيق دفعة كبيرة في تنظيم كفاءة الخصخصة. 5- اتسام برنامج الخصخصة السعودي بالعلانية والشفافية في كل المراحل لاختيار الاسلوب الملائم الذي يتأثر بعدد من العوامل ترجح اسلوباً على آخر: * الظروف المالية والاقتصادية للمشروع. * نوعية نشاط المشروع. * مستوى نمو وتطور السوق الاقتصادي. * الظروف الاجتماعية السائدة. * اهداف برنامج الخصخصة. وبهذه الدروس المستفادة ومن خلال دراسة دقيقة للواقع السعودي واتساقاً مع مبادئنا في تنفيذ برنامج الخصخصة وضعنا استراتيجية سعودية للخصخصة هدفها تنظيم الكفاءة الاقتصادية للخصخصة وهذه الاستراتيجية تستهدف الارتفاع بمعدلات الانتاج (الخدمات) وحفز الادارة وخفض التكاليف والارتفاع بالجودة مما يترتب عليه زيادة الاجور والرواتب وتحسن مستوى العاملين وهذا في نظرنا يصيب في بوتقة تنظيم الكفاءة الاقتصادية للخصخصة. وهكذا تم تحديد هدف استراتيجية الخصخصة السعودية في تعظيم الكفاءة الاقتصادية من اجل زيادة الاستثمارات وذلك من خلال قرارات مجلس الاقتصاد والتنمية الذي يتولى جميع المعلومات الخاصة ببرنامج الخصخصة حتى يكون هناك وضوح وشفافية عند طرح اي مشروع للخصخصة. إن الطريق ممهد لمزيد من الانجازات لاننا نقف على اقدام ثابتة وتحكمنا رؤية واضحة والمطلوب قدر من الصبر والتضحية والشجاعة في تحمل المسؤولية على استيعاب حجم التغير ومن ذلك سيتضح لنا امران: الاول ثقة المجتمع الدولي في الاقتصاد السعودي، والثاني ان المشروعات المخصخصة متوافر لها عناصر النجاح والكسب لذلك هناك اقبال كبير عليها من قبل المستثمرين السعوديين والاجانب وانها حقاً خصخصة ذات هدف.