الشاعرة الحقيقية عندما تخوض غمار الشعر باحثةً عن الظهور تضع نصب عينيها شيئين: الأول:أخلاقها والثاني:شعرها فالشعروالأخلاق لاينفصلان لكل شاعر سواء كان رجلا أم أنثى. وترجح كفتهما عند الشاعرات اكثر فلا يطغى شيء على الآخر. عندما خرج حرف الشاعرة من بوتقته معلناً الظهور، لم يكن الخروج عشوائياً ولم يكن هدفها اللهو في وسائل التواصل والبحث عن التسلية فوسائل التسلية كثيرة وطرقها سهلّة،بل أتت كالمجاهد الذي يموت ولا يعود خاسراً وهدف كل شاعرة بالاضافة الى نثر ابداعاتها الشعرية أيضاً نقل صورة جميلة لبنات بلدها وإزالة فكرة قديمة ترسبت في العقول وهي أن الشعر عار للمرأة وعز للرجل فلسان حالها كالبيت الذي يقول: فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى ومن أتت وفوق كاهلها كل هذه القيم لن تتنازل عن كرامتها من أجل الشهرة والظهور وواثق الخطوة يمشي ملكاً. وجميع الشاعرات اللواتي خلد التاريخ أسمائهن مثل نورة الهوشان ،وبخوت المرية ومويضي البرازية وشاعرة الشمال الوحيدة التي حفظها التاريخ حمسة العليمية من الرولة،فطالما رددت أشعارها على مسامعنا ونحن صغار من أفواه أمهاتنا. ما أريد الوصول إليه أن التاريخ أهمل شكل الشاعرة فلم يتطرق إلى كونها جميلة أم قبيحة بل لم يحفظ إلا أشعارها الرائعة التي جعلتنا نتمنى العودة إلى ذلك الزمن الجميل لنرى تلك الشاعرة ونتعرف عليها عن قرب. فالشعر المختلف يبقى حتى لو حاول أعداء النجاح قتله بمقصلة العادات والتقاليد فهي لم تكن عائقاً أمام الشاعرات في العصور الماضية ولن تكون فالشاعرة الحقيقية تترك بصمتها من أول حرف ليبحث عنها القراء ويتناقلون ما تكتب فتصبح ملكاً لهم ومن حقهم عليها أن لا تخذلهم فكل قلم كتب وكل لسانٍ حفظ وكل طفلٍ ردد يستحق أن تكتب له تلك الشاعرة تاركة لأصحاب الظنون السيئة ناراً تحرقهم كلما زاد تألق حرفها ليتلاشوا تدريجياً دون أن يشعروا بذلك.. همسة: انادم هالقصيد اللي بقالي من كثير اصحاب خذتهم هالحياة بغمضةٍ من ناظري عجلى