بعد كذا فصل من الانتظار سألت البحر لماذا يرتاح الرمل على الشاطئ يترك القلب يختزل المواسم والعاصفة وهذه الزعانف الشتوية ترفرف على خاصرة امرأة تسعى بخرافة هدت خطاها يا لطيفه لا يغيب ترك عند خارطة الجسد تراتيل عشق ونشاز بعد كذا احتمال وذاكرة سألت البحر لماذا ترك هذا الصمت الصارخ فيّ ولم تعبر ذراعه أزقة صوتي كي أخرج ضجيج الماء من هذا ليقول أن الذاكرة ليست محارا ولا طحالب ستلعق العرافة أصابع الحكايات تزيح ستارات الغيب المكدس على لوحات الجبين وتشرح ما تقول عيون النسوة عن زلزلة التاريخ عن هدوء الرمل عند تنهيدة أنثى علمها الربيع الزائل كيف تريق معاجمها على أرصفة الانتظار وتخرج الرمل من الرمل والبحر من البحر ويبوح الأحمر بلونه الأزرق لحظة الدهشة وساعة الارتجاف بعد كذا احتمال وذاكرة ناديت القصيدة التي عاشرتني خطّ هديل الموج في شراييني قيامة الشمس كفّي خارطة الدم وأشلاء الموتى والأحبة يغيبون فجأة والفاجعة زائر المناسبات العذاب ما أطول الطريق إلينا وما أقصر الذاكرة تمر بنا كل حين ويفرّ سواها فلا المدينة هي المدينة ولا غير الأهل ملابس الشتاء والصيف المخضب بالرائحة الوقت سيف والدم وحش في ساحة الاغتراب بعد كذا احتمال وذاكرة لا شيء سواي أردد بقايا أغنية صحراوية وحدي استمرئ هذا الوجه انحرف عن مدارات لا أفقه أتوه في مرافئ لا أحد جابها أسير ولا تسير خلفي سوى عين أمي وشذى قصيدة بتول السماء خيمة واسعة تمد ظلالها ولا تصلني أرقب من ثقب في الجريدة أرصفة الجنائز والثكالى الشارع المسكين لا يدري تفاصيل البدايات ولكن يدري النهايات بعد كذا احتمال وذاكرة قرأت قواميس النزيف أفصحت العطور عن سيقان أزهارها عن غربتي والقصيدة الصامتة جدا تضج بالأحجيات مثل الرمل يبوح ولا يبوح والبحر يخلع أوسمة ما استحق والشمس لا تشرق إلا لأفول أكيد وأنا أنام على قارعة القصيدة المفجوعة أرتب ما ضاع مني للغروب وخلف سياط المشهد الأخير تجمع الأنثى حبات الرمل وتترك البحر يتهجى سطور قصيدته الأخرى هيثم البكاري تونس