من يرى الأعداد الغفيرة التي تتزاحم على بوابات الدخول إلى معرض الكتاب حتماً سيتبادر إلى ذهنه كيف أن هذا الشعب لدية شغف كبير بالقراءة وإقتناء الكتب وبأنه سعيد بإقامة هذه المناسبة الأدبية الضخمة. ولكن عندما تشهد الحدث عن قرب بكل تفاصيله وتتغّلغل بين ذلك الكمّ الكبير رجالا ونساء،كبارا وصغارا،فإنه سيدهشك ما ستراه وما ستعيشه عن كثب! فهناك من جاء للتسّكع بين أروقة المعرض دون أن يكون هدفه اقتناء كتاب أو قراءة رواية أو حضور ندوة أدبية أو حفل توقيع كتاب معين أو حتى دون أن يكون هدفه مثلاً الالتقاء بكاتب أو أديب أو شاعر معين أوأن يحظى بتوقيع كاتبه المفضّل! فكل ما هنالك هو التجمهر حول ركن معين أوالبحث عن أي مكان قد يجمعه بمن يريد عن قرب!!و هناك من يعاني من هوس أو فضول حول أي حدث أو أي محفل من باب التطفّل و معرفة ما يدور حوله هذا الحدث دون أن يكون له هدف أو رغبة في معرفة ما إذا كان هذا الحدث أو المحفل يلبي رغباته أو اهتماماته أم لا!. وعلى النقيض تماماً هناك فئة أخرى تعدّ الأيام والساعات لحضور مثل هذا المحفل الأدبي الكبير مما قد يضطر احدهم لتكبّد عناء الطريق من أجل حضور المعرض واقتناء كتب معينة ونيل فرصته للإطلاع على كل ما هو جديد في عالم الكتب والاستمتاع بالقراءة قائماً أو قاعداً أو على عجل،وممارسة هوايته ورغبته الملحّة في اقتناء كتاب موقّع من مؤلفه. وحين تقارن هذه الفئة بتلك تجد أن المقارنة قاسية ومؤلمة، فالفئتان يجمعهما ذات المكان وذات الزمان،ذات المعرض وذات الفرصة المنتظرة،ولكن الأهداف مختلفة والرغبات مختلفة والتوجهّات مختلفة والأفكار مختلفة!! ان معرض الكتاب فرصة عظيمة لكل مهتم بالأدب والشعر والكتاب والقراءة،وهو بوابة الانطلاق لكل مؤلف يسعى للشهرة وتحقيق أهدافه و طموحاته المختلفة،وهو فرصة لالتقاء كوكبة المبدعين مع بعضهم البعض ومع جمهورهم بشكل مباشر. فيا أيها المتطفلون،المتسكعون،افسحوا المجال والطريق لمن له رغبة بحضور معرض الكتاب دون ان تسببوا الإزدحام ودون ان ترضخوا لفضولكم غير صحّي،لعل الآخرين يجدون الفرصة لتصفح الكتب والقراءة دون الاختناق بكم!.