على رغم ضخامة عدد الزوار الذين توالوا على معرض جدة الدولي للكتاب، خلال الأيام الثلاثة، إذ تجاوز عددهم 150 ألف زائر، وفقاً لأجهزة العد الإلكتروني لبوابات المعرض، إلا أن هناك من الناشرين والرواد ومن أعضاء اللجنة المنظمة من يرون أن الأيام المقبلة ستشهد أضعاف هذا العدد، معتبرين المعرض تظاهرة ثقافية وأدبية كبيرة، وقادرة على جذب المزيد من المهتمين بالكتاب من مختلف الشرائح والفئات. ويعول عدد من هؤلاء ليس فقط على الزوار من داخل منطقة مكةالمكرمة، إنما أيضاً من بقية المدن السعودية، الذين كثيراً ما عرف عنهم شد الرحال من أجل الكتب والثقافة، إضافة إلى طلاب الجامعة والمدارس والمهتمين في شكل عام، ممن سيجد في هذا الحدث ليس فرصة لاقتناء أحدث الإصدارات من الكتب فحسب، إنما أيضاً للتعرف على مزيج فريد من الثقافات والحضارات. والزوار لا يأتون فقط من أجل اقتناء الكتب، إنما أيضاً لمتابعة البرنامج الثقافي الذي أعدته اللجنة المنظمة ويضم باقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفكرية والفنية والترفيهية، إسهاماً في بناء مجتمع ملم بالثقافة بصورها وأشكالها كافة. والمعرض الذي يفتح أبوابه يومياً من الساعة العاشرة صباحاً إلى ال11 مساءً طوال 11 يوماً، تحول إلى مناسبة للاحتفاء بالكتاب وجسر للتواصل بين القراء والمؤلفين والناشرين وجميع محبي الكلمة المقروءة. بدورهم أثنى المشاركون في الفعاليات الثقافية من رواد الأدب والثقافة على الفكرة التي حولها محافظ جدة رئيس اللجنة العليا للمعرض الأمير مشعل بن ماجد، إلى حدث عالمي يشهد تنافس العاملين في صناعة النشر والتأليف، ممن سجلوا حضورهم في هذا الحدث الثقافي الكبير، من ناحية أخرى، لعبت الفعاليات الثقافية من ندوات ثقافية وأمسيات شعرية وورش عمل مختلفة انطلقت منذ اليوم الأول، وتصدرتها الأمسية الشعرية التي أحيتها الشاعرة الدكتورة أشجان هندي والشاعرة حيدر العبدالله وأدارها الشاعر مفرح الشقيقي وأثارت احتجاج عدد من المحتسبين، دوراً في ترسيخ مفهوم معارض الكتب التي ينتظرها عشاقها من المثقفين وطلاب العلم وشرائح المجتمع المختلفة. ومن الفعاليات التي جذبت اهتمام الحضور ندوة عقدت حول «تجارب بعض رواد الأدب والثقافة في المملكة» للدكتور عبدالله مناع والكاتب محمد علي قدس والدكتور حسن حجاب الحازمي وأدارها الدكتور فهد الشريف، وعبر الحضور من زوار المعرض، عن استحسانهم لما طرح في الندوة من حصيلة معرفية دللت على المخزون الثقافي الكبير الذي امتلكه ضيوف الندوة، التي تطرقت إلى معارض الكتاب كقنوات تواصل بين الكتاب والناشر والمثقف والمؤلف للإطلاع على كُل ما هو جديد، واقتناء كل ما لا يتوافر في السوق، وهو ما يعني تحول هذه المعارض إلى كرنفال ثقافي متنوع تتابعه الأوساط الثقافية والأكاديمية والإعلامية، مشددة على أن الكتاب الورقي ما تزال له مكانة خاصة في قلوب محبي القراءة والعاشقين لها. وقدمت ندوة «الحياة الفطرية والبيئة والمناخ.. التحديات والحلول»، وشارك فيها رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية الدكتورة ماجدة أبو راس، وممثل الهيئة السعودية للحياة الفطرية محمد السليم وأدارها الإعلامي عدنان صعيدي، زخماً معلوماتياً ما كان الحضور ليتعرفوا عليه من دون حضور هذه الندوة، التي أكدت أهمية تضافر الجهود للاهتمام بالبيئة وعناية هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بكل ما له علاقة بعلم الأرض، إلى جانب مجهودات الهيئة السعودية للحياة الفطرية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي للفرد والمجتمع، مشيرة إلى ضرورة سعي الجميع للمحافظة على موارد الطبيعة فرداً وجماعات ودولة. ومن الفعاليات أيضاً ورشة عمل في الفن التشكيلي قدمها الفنانان إبراهيم الخبراني ومحمد الرباط ، بحضور عدد كبير من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالشؤون الثقافية المختلفة، إذ تم تقديم فكرة مبسطة لبعض التقنيات الخاصة بالأكريلك الذي يعد مدرسة في الفن التشكيلي، إضافة إلى تقنية السحب أو الخدش على مسطح لوني، مع توضيح وشرح آلية وأدوات التقنية وبعض الخامات التي تم توظيفها على العمل. وتلعب مثل هذه الورش، في رأي بعض التشكيليين، دوراً في تنمية الحس الفني لدى المتذوقين للفن التشكيلي الذي خُصص له حيز في هذه التظاهرة، لما يمثله الفن التشكيلي من مكانة كبرى في الثقافة والأدب، في حين نظم على أرض المعرض جناح للتشكيلين يضم أعمال نخبة من الفنانين والفنانات؛ لتحقيق جو من الاستمتاع بهذا النوع من الفن، بخاصة أن الجناح يحوي أعمال كبار الفنانين من مناطق بالمملكة. كما يجذب جناح التصوير الفوتوغرافي زوار المعرض، وهو ما يعد إثراء للحدث الكبير وانفتاحاً على التنوع الثقافي، إذ لا تقتصر الفعاليات الثقافية على الأدب وتشجيع القراءة، إنما تتعدها إلى الإسهام أيضاً في ثقافة المتلقي بالفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي، «لتصبح مثل هذه الأجنحة ملتقى يُشبع رغبات وميولات الزائرين في الثقافة بشكل عام، وفي مجالي الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي على وجه الخصوص»، كما يعبر أحد الزوار. وسجلت منصات توقيع الكتب للمؤلفين والروائيين بالمعرض وعددها ست منصات، متابعة كبيرة للإصدارات الجديدة من القصص والروايات والأشعار والقصائد وحصول الزائرين عليها. فعاليات اليوم - أمسية شعرية: إبراهيم زولي والدكتورة هند المطيري يديرها ويشارك فيها عبدالعزيز الشريف. - ندوة: التعصب الرياضي بين الواقع والمبالغة. يشارك فيها الدكتور عبدالله الرفاعي وبتال القوس وتركي العواد وحاتم خيمي ويديرها رجاء الله السلمي.