نهتم كثيرًا في وضوئنا ولكن ربما لا نهتم كثيرًا في عدم الإسراف في استخدام الماء وفي ترك مكان وضوءنا ودورات المياه نظيفًة ومرتبًة. نحرص على صلاتنا في المسجد والنوافل قبل أو بعد الصلاة ولكن ربما لا نحرص على عدم ايقاف سياراتنا في موقف خاطئ أو نغلق بسياراتنا الطريق ولا نجد نفس الحرص في وضع احذيتنا في الأماكن المخصصة بل نحذف بها هنا وهناك امام ابواب المساجد وبطريقة فوضوية . نهتم بالذهاب لمكة لأداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام ولكن لا نجد نفس الاهتمام بالحرص على التعامل بلطف و ذوق و أخلاق في قيادتنا للسيارة اثناء الذهاب لمكة وخصوصًا عند الازدحام وكثرة السيارات ولا نجد نفس الحرص في عدم مضايقة الناس ودفعهم أثناء الازدحام في الطواف او السعي داخل الحرم. نسأل كثيرًا عن حكم بلع الريق أثناء الصيام ولا نسأل كثيرًا عن حكم بلع حقوق الناس وظلمهم في حقوقهم والمماطلة في دفع أموالهم و رد ديونهم وتأخير رواتبهم . لا شك أن الوضوء والصلاة لها الأهمية القصوى وينبغي الحرص عليها والاهتمام بها ولكن في المقابل هناك أمور ترتبط بالعلاقات مع الآخرين وحقوقهم لا تلقى نفس الاهتمام والحرص . فالنظافة والذوق والأدب والأخلاق ومراعاة مشاعر الآخرين هي أيضًا أمور مهمة ويمكن أن نطلق عليها العبادات الحضارية وقد يظن البعض أن هذه الأمور ليست عبادات وليس لها أجر وثواب عليها وهذا غير صحيح بل على العكس ربما يكون عليها وزر وذنب في عدم أداء هذه الأمور أو التقصير فيها. (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) فهذا حث على التعامل بلطف وذوق مع الناس وعفو عن اخطائهم (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يُسْلِمُه) اليس في هذا الحديث الشريف دعوة لعدم اكل حقوق الناس وقوله صلى الله عليه وسلم-: (إن الله جميل يحب الجمال( اليست دعوة للجمال في الملبس والسلوك وفي الحديث : وتميط الأذى عن الطريق صدقة)رواه البخاري ومسلم(. فهذه دعوة لازالة كل ما يؤذي الناس في طرقاتهم ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه اليست دعوة لاداء اعمالنا بكل اتقان ونظام. ياسادة ان ديننا جميل وعظيم ورائع وفيه الكثير من مبادىء الرقي والتطور والتحضر والسمو يحق لنا ان نفتخر ونعتز به وان نطبقه ونحرص عليه بشمولية عندها سنرتقي بانفسنا الى اسمى درجات الحضارة والاخلاق والريادة. 3903 جدة – 22246 – 6624