لماذا يصر بعضنا ان يجبر من حوله من السيارات والسكان ان يسمعو وينصتو لما يبثه من اصوات عالية جدا من مسجل سيارته وبشكل مزعج ولايفكر ان هناك من هم مرضى وكبار السن بل ان هناك من لاتعجبه هذه الاصوات ولايود سماعها . لماذا يرمي بعضنا احذيتهم امام ابواب المساجد وبشكل غيرلائق ابالرغم من وجود اماكن خاصة للاحذية. لماذا يتعامل بعضنا مع اخواننا المسلمين الغير سعوديين والذين يعملون في بلادنا والغير ناطقين للغة العربية بفوقية وتعالي وعنصرية وكانهم ليسو من البشر وليس لهم حقوقا ولا يستحقون الاحترام والتقدير. لماذا يصر بعضنا ان يرتدي ملابس النوم او البناطيل القصيرة (البرمودا) وهو ذاهب للمسجد ولو انه كان على موعد مع رئيسه في العمل اوفي مناسبة مهمة له لارتدى احسن الثياب وافضلها واجملها. لماذا يذهب بعضنا للمنتزهات والشواطىء ثم يتركها وهي مليئة بالقاذورات والاوساخ ولايكلف نفسه ان يجمعها ويلقيها في سلة المهملات حفاظا على نظافة المكان . لاادري ان كان لديكم تفسيرا واجابة لهذه التساؤلات والمظاهر التي ذكرتها انفا . لكنني ربما لااجد اجابة اوضح واقرب للمنطق من قلة الذوق العام في كثير من تصرفاتنا وسلوكياتنا في الاماكن العامة ومع الاخرين واننا نحتاج ان ننمي ونرتقي باذواقنا واخلاقنا في سائر تصرفاتنا وسلوكياتنا مع بعضنا ومع الاخرين فالذوق حسب تعريف علماء اللغة هو آدابُ السلوك التي تقتضي معرفة ما هو لائق أو مناسب في موقف اجتماعيّ معيّن . يقول الدكتور محمد راتب النابلسي في تعريف الذوق انه : "أدبيات التعامل مع الناس جمال التعامل بأشكاله المتعددة النفس المرهفة الجميلة الموقف الجميل التصرف الجميل، الحركة الجميلة، اللمسة الجميلة، الكلمة الجميلة، جمال النظام، جمال النظافة جمال الأناقة، جمال التناسق والانسجام، جمال في البيت، جمال في مكان العمل، جمال في الطريق، جمال في الأماكن العامة. ونقصد بالذوق: النفس الشفافة التي تفهم الخطأ، وتقدر وقوعها فيه من نظرة العين، وابتسامة الوجه" . انتهى كلامه . فلنحرص على الرقي باذواقنا واخلاقنا وتعاملنا مع الناس والمجتمع لنعكس صورة جميلة وراقية عن ديننا وبلدنا وانفسنا. 3903 جدة 22246 – 6624