حذر إمام جامع السليم بحي الصحافة بالرياض الشيخ أحمد السيف، من تجاهل بعض الأئمة للرسالة العظيمة للمساجد، والمكانة الجليلة، مؤكدا أنه لا يدرك المكانة الجليلة إلا من عرف الأمانة الملقاة عليه، من دعوة الناس إلى الخير وصالح الأعمال ومكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واعترف أن المساجد تعمر بالرواد من المصلين والعابدين في رمضان، وإن كانت غير ذلك في غيره من الشهور، مشيرا إلى أهمية دور إمام المسجد، ولا بد أن يكون متعاونا مع جماعة المسجد، وفيما يلي إفاداته في حوار رمضاني: هل يختلف استعدادك لرمضان من عام لآخر في الجامع؟ ليس هناك ثمة اختلاف في الاستعداد لشهر رمضان فالاستعداد يتكرر في كل عام، البرامج فقط قد تتغير بحسب التقييم لها من عام لآخر ونسعى بفضل الله تعالى، كعادتنا في كل عام، إلى تهيئة الجامع للمصلين بكل ما يحقق الجو الإيماني والسكينة القلبية والجسدية؛ وذلك من خلال ترتيب الكلمات والدروس المناسبة من قبل العلماء والمشايخ المعروفين، إضافة إلى الاهتمام والعناية بنظافة الجامع، وتهيئة مصلى النساء الدور العلوي والسفلي، ونهتم بإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتصحيح التلاوة، لجميع المراحل والمستويات من الصغار والكبار، فرمضان هو شهر القرآن، قال تعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن»، فلا بد من حث وإعانة الناس على حفظ وتلاوة القرآن في هذا الشهر المبارك، وهذا ما نسير عليه بشكل دائم ولله الحمد مع قدوم هذا الشهر العظيم. ما مدى اهتمام الناس برمضان من خلال صلتك بجماعة المسجد؟ إن مما يفرح القلوب ويثلج الصدور في رمضان اهتمامهم الكبير بالعبادة في هذا الشهر، والمبادرة للصلاة بالمسجد وقراءة القرآن الكريم، ومما يفرح أكثر وأكثر أن يستمروا على هذا بعد رمضان، فهناك الكثير ولله الحمد يكون رمضان فاتحة خير لهم في العبادة والاستزادة من الطاعات، والمسلم دائما بحاجة للمزيد من الاستزادة من الطاعات، خاصة أن مواسم الخير تتوالى علينا، ومن نعم الله تعالى على العبد أن أكرمه بموسم عظيم وهيأ له الإقبال عليه ومنع عنه ما يشغله، وهذا ما يحدث في هذا الحي المبارك في رمضان، ولله الحمد، حيث ينفر جميع أهل الحي رجالا ونساء شيبا وشبابا استعدادا للقيام بحق هذا الشهر، فيعمر الجامع في الصلوات الخمس وخاصة صلاة التراويح والتهجد، راجين ما عند الله تعالى من الأجر والثواب. دور موجود هناك من يتهم أئمة المساجد والخطباء بعدم القيام بدورهم الاجتماعي في المسجد؟ معلوم أن للمسجد رسالة عظيمة في الإسلام، ومكانة جليلة لا يدرك أهميتها إلا من عرف الأمانة الملقاة عليه، من دعوة الناس إلى الخير وصالح الأعمال ومكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه حال كل مسجد من الإمام والمؤذن وجماعة المسجد، ولا شك أن المسؤولية أكبر بالنسبة إلى الإمام، وربما وقع تقصير أو قصور من بعض الأئمة والمؤذنين والعاملين على المساجد، فهم بشر يصيبون ويخطئون ويجتهدون ويقصرون، والواجب علينا تجاههم تذكيرهم ونصيحتهم أو توجيه من ينصحهم وينبههم إلى أهمية استغلال هذا الموسم في القيام بالدور الاجتماعي وغيره، مما يقوي القيام بحقوق الأخوة والتواصل المستمر، ولكن المشاهد، ولله الحمد، اجتهاد جميع العاملين على المساجد في شهر رمضان، وهذا أمر يلمسه جميع المصلين في المساجد والجوامع بالأحياء؛ لأن هذا الموسم موسم عظيم، من مواسم الغنيمة مع الله عز وجل. ما هي أبرز المشكلات التي تراها تعترض المساجد؟ إن لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وفقها الله، دورا كبيرا وجهودا مباركة في أنشطة الجوامع والمساجد والاهتمام بها، ومن أهمها ترسية المناقصات على الشركات المتقدمة لصيانة المساجد، لكننا مع الأسف نجد قصورا من بعض هذه الشركات الموكلة بالمساجد، وعدم قيامها بدورها على الوجه المطلوب، مع ما تأخذه من أجرة كافية للقيام بواجبها المنوط بها. كيف تنظرون لدور إمام المسجد في الحي والتعاون مع أهل الحي؟ لا شك أن دور إمام المسجد مهم، ولا بد أن يكون متعاونا مع جماعة المسجد، يشاورهم في أمور الحي خصوصا الذين يجد منهم تعاونا واهتماما بالمسجد، ونحن في الحي لدينا لقاءات مستمرة مع جماعة المسجد ونتزاور فيما بيننا ولله الحمد، وهم متعاونون لأبعد الحدود؛ ولهذا فإن دور الإمام مهم في تقوية الصلات مع جماعة الحي وتفقد أحوالهم وإعانة المحتاجين ومساعدتهم، والتواصي فيما بينهم على أعمال البر والخير، وعيادة مرضاهم والتخفيف عن مبتلاهم. الحلقات مستمرة تتعرض حلقات تحفيظ القرآن بين الآونة والأخرى لبعض الهجوم ما تعليقكم؟ تنعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم بخير كثير، ولله الحمد، في هذه البلاد المعطاءة، ووفق دعم القيادة الرشيدة، وما تقوم به جمعية تحفيظ القرآن الكريم من جهود مباركة ومتابعة قوية، وقد تحقق من هذه الحلقات نفع لكثير من الأبناء والبنات لما يقدم فيها من جهود مشكورة لتعليم الطلاب كبارا وصغارا؛ ولذلك فإن هذه الحلقات تجد محاربة شعواء ممن لا يهمهم أمور الدين؛ ولذلك نجدهم أول من يهاجم هذه الحلقات ويسيء إليها ويتهمها زورا وبهتانا بأنها منبع الإرهاب وتفرخ إرهابيين، وأقول لهؤلاء إن الحلقات بعيدة كل البعد عن هذه الاتهامات، وهي تقوم بدورها نحو خدمة المجتمع بالمحافظة على الأبناء والحفاظ على أوقاتهم من الضياع، وستواصل دورها «ولو أبى الظالمون»، فنسأل الله أن يبارك في جهود القائمين عليها ويأخذ بأيديهم لكل خير.