عبدالعزيز عركوك – تصوير: عبدالله الغامدي وصف اللاعب اليمني الدولي علاء الصاصي الوضع الحالي الذي تمر به الرياضة اليمنية بالإضافة لتسليطه الضوء على مراحل تطور كرة القدم والأسباب التي وقفت عائقاً أمام جميع الرياضيين واسهمت في تأخير نشر الثقافة الرياضية. وتحدث الصاصي عن بداياته الكروية وإنجازاته الرياضية والمواقف الجميلة والحزينة التي اثرت في حياته الكروية وعن الأندية السعودية من خلال افضلية الفرق واختيار اللاعبين المميزين بالإضافة إلى توقعاته لبطل مسابقة دوري عبداللطيف جميل. كيف كانت بداياتك الكروية؟ كانت بداية روتينية كأغلب لاعبي كرة القدم على مستوى العالم فبعد أن مارست الكرة في الحي السكني مع الأصدقاء والأقارب ومن ثم تطور الأمر للمشاركة مع منتخب المدرسة للتمثيل على مستوى المدارس وحين شاهدني العديد ممن يكبرني سناً ومنهم مدرب أهلي صنعاء الكابتن مطهر ثابت رأوا أنني استطيع أن أطور موهبتي الكروية من خلال الاحتراف بشكل أكبر والالتحاق بأحد الأندية اليمنية لصقل تلك الموهبة وهذا ما حدث بالفعل ولله الحمد وكانت الأمور سهلة وميسرة ولم أجد أي صعوبة في ذلك بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ثم بدعاء الوالدين والاهتمام بالتدريبات والالتزام بالمواعيد. إلى أين نادٍ توجهت؟ بدأت في نادي أهلي تعز وكانت هذه أولى مشاركاتي مع الأندية اليمنية وتدرجت في هذا النادي بجميع مراحل الفئات السنية من البراعم للناشئين والشباب والأولمبي ثم انتقلت إلى أهلي صنعاء للمشاركة في الفريق الأول وإلى أن استقررت مع النادي الحالي فريق الهلال اليمني وبفضل من الله تم اختياري لتمثيل المنتخب اليمني قبل التسجيل بشكل رسمي مع الأندية اليمنية. وكيف استطعت تمثيل المنتخب اليمني قبل الأندية؟ أثناء خضوعي للتجربة مع النادي الأهلي قبل التسجيل بشكل رسمي شاركنا في مباراة ودية أمام المنتخب اليمني ولله الحمد برزت في تلك المباراة بشكل جيد واستطعت الحصول على الاهتمام والثقة والاعجاب من قبل الجهاز الفني بالمنتخب قبل النادي وطلب مني حينها الالتحاق بالمنتخب وبعد ذلك سجلت بشكل رسمي مع النادي كلاعب محترف ولله الحمد ولعل انضمامي للمنتخب أثناء فترة التجربة جعل المسؤولين في النادي يحرصون في أسرع وقت ممكن للانضمام إليهم. ماذا عن البيئة الرياضية في اليمن؟ بكل أمانة بيئة غير صالحة للرياضة ولا يوجد اهتمام كبير في الملاعب أو المباني الخاصة بالمدارس الرياضية والأندية حيث لم نشاهد الاحتراف الحقيقي في اليمن بالإضافة إلى الضعف الكبير من قبل الدعم المالي لكرة القدم ونجد الشعب اليمني يتجه إلى أمور أخرى ومنهم من لا يعرف أسماء الأندية الرياضية في اليمن ولا أسماء لاعبي المنتخب الأول وكذلك لا يعلمون متى مواعيد المباريات الخاصة بالأندية أو المنتخب اليمني بالرغم من تواجد 14 نادياً يمنياً في الدوري الممتاز من أصل 309 أندية على مستوى اليمن بشكل عام بالإضافة لتواجد ثلاث بطولات في الموسم الواحد وهي كأس رئيس الجمهورية والدوري الممتاز وكأس السوبر. ومن تحمل ذلك الاهمال في الرياضة اليمنية ؟ العقلية الموجودة لدى الشعب اليمني بالإضافة لضعف الدخل والمعيشة أصبح المواطن اليمني يبحث عن المغادرة والهجرة إلى دول أخرى مجاورة للبحث عن الاستقرار ولقمة العيش كما أن الثقافة المتواجدة في اليمن كانت تعيش على الفئة القبلية أكثر من المدنية ولكن بعد مشاركة المنتخب اليمني في بطولات كأس دول مجلس التعاون الخليجي بدأت تتغير نظرة وعقلية المواطن اليمني بالاتجاه إلى كرة القدم ولعل استضافة اليمن لكأس خليجي 20 على مستوى المنتخبات أحدث نقلة كبيرة للرياضة اليمنية حيث تم انشاء العديد من الملاعب والمباني الخاصة بالرياضة بالإضافة إلى الاهتمام الكبير من قبل الشعب اليمني بالجوانب الرياضية وهذا الذي افتقدته بلادنا في السنوات الطويلة الماضية فكانت الملاعب سابقاً أشبه بالحواري وكان عدد الملاعب الجاهزة للاحتراف في اليمن لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ولكن حالياً انتشرت الملاعب في أكثر من محافظة ما بين المزروعة والعشب الصناعي كما أحمل الأندية جزءاً من التقصير السابق الخاص بالمباني والملاعب لعدم حرصها على الإنشاء منذ فترات سابقة بالرغم من أنها تتلقى دعماً ولكن غياب الرجل الإداري المحترف ساهم في اتساع الفجوة. هل الخطأ يعود فقط على المواطن اليمني ؟ لا أبداً الخطأ الأكبر يعود على وزارة الشباب والرياضة في اليمن فهي لم تقوم بدورها تجاه المجتمع بتوفير البيئة الرياضية المتكاملة مثل ما هو معمول به في أغلب دول العالم ولم توعِ الشباب بالانضمام إلى الرياضة وكان توجه الدولة سياسياً بحتاً مما جعل الشعب اليمني يتجه إلى أمور أخرى للانشغال بها مثل القات. ولكن الجميع شاهد اهتمام الشعب اليمني بكرة القدم في خليجي 22بالرياض؟ بالفعل كان حضورنا في تلك المباراة هو الأقوى بين جماهير الأندية الأخرى في جميع مباريات البطولة التي شارك فيها المنتخب اليمني ولعل استضافتنا لخليجي 20 في اليمن هو من أحدث النقلة الايجابية للمواطن اليمني لمتابعة منتخب بلده والقرب منه والتعرف على اللاعبين بشكل أكبر كما أضيف إلى ذلك بأن الجمهور اليمني أصبح يتجه إلى متابعة كرة القدم الخارجية منها أندية متواجدة في دول الخليج ومنها أندية أوروبية مثل الدوري الأسباني والانجليزي بعد أن لعبت مشاركة منتخبنا في دورة الخليج دوراً كبيراً في الانتشار فنجد الكثير من الجماهير اليمنية أصبحوا يتجهون لتشجيع أندية في الدوري السعودي والإماراتي. ماهي الانجازات التي حققتها كلاعب ؟ مع أهلي صنعاء حققت الدوري اليمني مرتين وكأس السوبر اليمني مرتين كما حققت مع فريقي الحالي الهلال كأس رئيس الجمهورية والدوري اليمني هذا على مستوى الأندية أما على المستوى الشخصي ومنها حصولي على أفضل لاعب يمني لمدة ست سنوات متتالية من تاريخه اعتباراً من 2007م إلى 2012م كما حصلت على أفضل لاعب محترف أثناء مشاركتي في الدوري العراقي مع نادي الميناء في عام 2013م بالإضافة إلى خليجي 22 الذي أقيم في المملكة العربية السعودية بمدينة الرياض حيث تواجد اسمي كأول لاعب يمني ضمن الخمسة المرشحين للحصول على جائزة أفضل لاعب في البطولة بعد حصولي على جائزة أفضل لاعب في العديد من مباريات البطولة ولكن لم يحالفني التوفيق بالتتويج على مستوى الجائزة. ماهي أجمل الأهداف التي لا تزال عالقة في ذهنك؟ هدفي في منتخب هونج كونج أثناء مشاركتي الدولية مع المنتخب اليمني وأما على صعيد الأندية مع نادي الهلال سجلته في نادي الرشيد وقد حصل الهدف على الأجمل في اليمن. ماذا عن ايقاف النشاط الرياضي في اليمن؟ أولا قبل كل شيء أوجه رسالة شكر باسمي واسم الشعب اليمني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى جميع رؤساء الدول التي قدمت لتطهير اليمن ومد يد العون وحمايته من الدخلاء من خلال عاصفة الحزم التي قدمت نجاحات كبيرة واستطاعت إعادة الأمل وبمشيئة الله سنصل إلى مبتغانا وعودة الاستقرار في القريب العاجل في جميع أنحاء اليمن أما بالنسبة لإيقاف النشاط الرياضي فبكل تأكيد هذا هو القرار الأمثل نظراً للأوضاع الحالية ولكن الاتحاد الرياضي اليمني رغم ايقاف النشاط طلب من لاعبي المنتخب اليمني استمرار التدريبات من خلال إقامة معسكر خارجي طويل في قطر لتجهيز اللاعبين ولتمثيل المنتخب في الاستحقاقات القادمة من تصفيات كأس آسيا والعالم حتى لا يتعرض المنتخب لعقوبة الايقاف من الفيفا في حالة انسحابه. ولماذا لم تتواجد مع معسكر المنتخب اليمني في قطر ؟ قدمت خطاب اعتذار للاتحاد اليمني لكرة القدم لمدة ثلاثة أشهر عن المشاركة في المعسكر الخارجي وذلك نظراً للظروف النفسية الصعبة التي مررت بها من خلال استشهاد عمي من قبل الحوثيين في الأحداث الأخيرة بالإضافة لإصابة شقيقي الأكبر وابن عمي ولكن حالياً هناك مخاطبات بيني وبين الاتحاد اليمني لسرعة عودتي للمنتخب ولانضمامي للمعسكر في قطر وهذا ماحدث. هل تلقيت عروضاً في الفترة الحالية؟ نعم هناك عروض احترافية من أندية بحرينية وعمانية واندونيسية تم تقديمها إلى الاتحاد اليمني الرياضي ولكنني رفضت مناقشتها في الفترة الحالية مع الاتحاد اليمني لكرة القدم نظراً للظروف التي مررت بها ولا يستطيع أي نادٍ تحمل غيابك في حالة توقيع العقد الاحترافي بالإضافة إلى أنني لاعب محترف وأبحث عن تطبيق الانظمة والقوانين من خلال حضوري بشكل منتظم وتقديم مستويات فنية تخدم الفريق. هل تلقيت عروضاً من أندية سعودية؟ هناك مخاطبات ودية للعديد من الأندية السعودية ولكن حدث ذلك بعد انتهاء فترة الانتقالات الصيفية وقد يكون هناك امكانية كبيرة للتوقيع مع نادٍ سعودي في فترة الانتقالات الشتوية التي ستفتح في ديسمبر الشهر القادم حيث خاطبني العديد من وكلاء اللاعبين للانتقال إلى الدوري السعودي وربما تشهد الأيام ذلك. ما رأيك في الدوري السعودي؟ بكل تأكيد يعد الدوري الأقوى على مستوى الجزيرة العربية بالإضافة إلى الاهتمام الكبير من قبل الحكومة السعودية لدعم الرياضة وكذلك التطبيق الاحترافي بالشكل الصحيح من خلال تكوين بيئة رياضية متكاملة تقود أي لاعب للنجاح. ما أفضل الأندية في السعودية؟ على مستوى بطولة الدوري نجد في كل عامين يظهر فريق جديد مما يؤكد قوة الأندية فعلى مدار الخمس السنوات الماضية ظهر الشباب ثم الفتح والنصر وشاهدنا في الموسم الحالي مستويات مميزة من التعاون ولكن على الفترات الطويلة السابقة والعراقة فنجد أندية الاتحاد والهلال والأهلي والنصر والشباب في كل عام تكون لهم بصمة في جميع المسابقات المحلية. من هم أفضل اللاعبين في المملكة ؟ محمد نور ومحمد الشلهوب وسعود كريري ونواف التمياط سابقاً. أي نادٍ تتوقع أن يحقق الدوري السعودي في الموسم الحالي؟ حسب وجهة نظري الشخصية توقعاتي بأن الهلال هو بطل النسخة الحالية من دوري عبداللطيف جميل. كلمة تود توجيهها ؟ اتمنى من جميع دول الخليج السماح للاعبي المنتخب اليمني بمزاولة كرة القدم في أنديتهم ودراسة إمكانية مشاركة اللاعب اليمني في الفريق وعدم احتسابه كلاعب أجنبي نظراً للظروف التي تمر بها اليمن وليتسنى للفريق الاحتكاك والمحافظة على المستوى الفني واللياقي ليصبح جاهزاً للمشاركة مع المنتخب اليمني في الاستحقاقات القادمة كما أشكر صحيفة (البلاد) على الفرصة التي سنحتها لي لتقديم رسالتي للشعب السعودي وللمسؤولين ولن أنسى الصديقين عبدالمحسن الرمش ورأفت وجيه على استضافتهما لي أثناء تواجدي في مدينة جدة.