تحظى زراعة النخيل في منطقة نجران بأهمية خاصة من أهالي المنطقة بوصفها مصدراً للغذاء، ومرتبطة بعادات وتقاليد وقيم اجتماعية توارثتها الأجيال في نجران، إذ كان المزارعون قديمًا يجنون محصول التمور منذ الصباح الباكر في مجموعات كبيرة عبر قصائد وأهازيج تحفزهم وتشد من همتهم في سعادة بالغة. وتعد المملكة العربية السعودية من أهم دول العالم زراعةً وإنتاجاً واستهلاكاً للتمور، ومحصول التمور من المحاصيل الزراعية الهامة محليا ليس لكونه محصولاً زراعياً فحسب ولكن لأنه من السلع الغذائية التي تسهم بشكل كبير في تنمية الصادرات الزراعية، ويوفر العديد من فرص العمل في مجالات الإنتاج والتسويق والتصنيع والتصدير. وتستقبل أسواق نجران هذه الأيام طلائع إنتاج 670835نخلة من تمور الرطب والبياض"المواكيل"، والبرحي، والخلاص, وتشهد إقبالًا متزايداً من المستهلكين لشراء التمور خلال هذه الفترة، في حين تتميز منطقة نجران بإنتاجها الزراعي الذي يمده سد وادي نجران بالمياه, مما جعل أرضها تحتفظ بكمية جيدة من المياه الجوفية . وفي جولة في سوق تمور منطقة نجران التقى محرر "واس" مجموعة من باعة التمور, والمزارعين، وبعض مرتادي وقاصدي سوق التمور من المنطقة وخارجها ومنهم حمد بن هادي سعدون أحد تجار التمور بالسوق الذي أوضح أن المنطقة تشتهر بتمور موسمية مثل : البرحي الذي يتميز بلونه الأصفر وشكله البيضاوي، والرطب، والخلاص ،بالإضافة إلى المواكيل والهشيشي والبياض، مشيرا إلى أنها تباع بكثرة في الأسواق الشعبية.وتحدث المواطن صالح بن عبدالله سنان أحد مزارعي التمور في نجران, وقال إن النخيل يحتاج إلى الأجواء الحارة، والمشمسة، وإلى اهتمام بالري بعد الزراعة مباشرة لتأمين الرطوبة حول الجذور خلال هذه الفترة ، بالإضافة إلى تلقيح النخيل. ومن جهته أوضح المواطن علي بن حسين آل قريع أحد باعة التمور بالسوق أن البياض من أجود أنواع التمور النجرانية,ويمتاز بالطعم الرائع وقلة السكر ويسمى "كسب نجران"، ويقدم كهدايا لأنه من أنواع التمور الفاخرة والغالية بنفس الوقت، وما يميزه عن غيره, أنه بمجرد أن يكون جاهزاً للجني يُعرض في السوق ويتم شراءه بسرعة من قبل المستهلكين, وتستمر جودته مدة طويلة بدون حاجته لمكان تخزين محدد أو درجة حرارة معينه، وقد يصل سعر كيس البياض إلى 1000 ريال، مشيراً إلى أن الإقبال على شراء التمور يتزايد بشكل ملحوظ في المناسبات والأعياد. أما المواطن حمد بن مهدي المحامض, أحد مرتادي سوق التمور فقد أفاد أن المستهلك يجد في التنوع الكبير في أنواع التمور في المنطقة غايته ومقصده سواء من ناحية التكلفة المادية أو من جودة النوع, ويحرص على شراء البرحي النجراني لما يحتويه من عناصر معدنية مفيدة للصحة وكرمز مميز يحب أن يقدمه لضيوفه. وفيما يتعلق بالجانب الرسمي، فقد أكد نائب المدير العام للإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة نجران علي بن ناصر آل هتيلة أن وزارة الزراعة تبذل جهوداً حثيثة للحفاظ على أشجار النخيل في منطقة نجران وزيادتها، والعمل على توسيع الإنتاج عبر تسخير الإمكانيات الآلية والبشرية والمادية للمزارعين. وأكد أن الإدارة العامة لشؤون الزراعة في نجران ترشد المزارعين والعاملين في مجال زراعة النخيل عبر إقامة ورش عمل، وندوات توعوية، وتوزيع نشرات وكتيبات تدعو للمحافظة على النخيل وتكثيف العناية به.