يبدأ عام هجري جديد ونحن نأمل في أن نعمل جميعاً في هذا العام بهمة اكبر وفقاً لخطط قابلة للتنفيذ من اجل ان نحقق آمالنا واحلامنا وتحويل الاحلام الى وقائع ليست مستحيلة بكل ما نحتاجه لتنفيذ ذلك هو الخبرة والالتزام والعمل والثقة في الاداء. يمكن القول ان وزارة التعليم وجهودها في وضع سياسات لتطور التعليم كخطوة هامة على طريق التقدم العلمي السليم ولقد لمسنا في انجازاتها في العام المنصرم (1436) يتقدم مفهوم التعليم عن بعد في مدارس جيزان ونجران ففتح الابواب امام اجيالنا النظر الى العالم من حولنا بفهم وتجرد. لذلك وفي ضوء ذلك فإن سياستها لتطور التعليم في جميع مراحله مع بداية العام الجديد (1437 ه) هو جعله عام التحرك نحو مجتمع (المعرفة) وذلك عن طريق اقرارها لاستخدام التكنولوجيا في سياسة التدريس بتوزيع (اللاتوب) في الفصول المدرسية لكي يمكن للطلاب من استخدامه لنشر المعرفة العلمية الحقيقية. إن هذه الخطوة في استراتيجية تطوير التعليم يجعل عام (1437ه) عام المعرفة باستخدام كل وسائل التقنية العلمية وجعلها متاحة للطلاب في جميع المراحل التعليمية وذلك تأكيدا لاهمية تنمية المواهب والقدرات لدى طلابنا لارتياد مجتمع المعرفة في مدارسهم وجامعاتهم. اذن فمجتمع المعرفة او المعلومات ضرورة تعليمية لانه يكفل لطلابنا ارتفاع مستواهم في الاداء العلمي ومن خلال مخرجات هذا النموذج التعليمي يتم اعداد الطلاب المبدعين والريادة التي تتطلبها مسيرة التقدم والتغير والانتقال من مسيرة النظام التقليدي الراكد القائم على الحفظ والصم فالنموذج الجديد ينقب عن العقول بدلا من الدروس الخصوصية. ولان التعليم قضية امن وطني وليس قضية كل كل بيت لان التعليم الجيد هو الجسر القوي للعبور الى المستقبل وذلك بتعليم طلابنا بأحدث طريقة في العالم مثل ما حدث في سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية وتشيلي وغيرها من الدول حيث تجاربها نماذج يحتذى بها الدول المتقدمة، مما يتطلب من وزارة المعارف الانطلاق نحو رؤية حديثة ومتطورة لانه آن الاوان في ظل المتغيرات العلمية والسرعة الفائقة التي تحقققها المنظومات التعليمية حول العالم في تطوير مسيرة العلم في كل مناحي الحياة وذلك بالتنقيب عن العقول بدلا من ماراثون الدروس الخصوصية ومحاربة اباطرتها. وفي تناغم تام مع هذا التوجه لتطوير التعليم ليؤكد ان الشباب السعودي هم ثروة المملكة وكنزها الاصيل مما يتطلب مع العام الجديد وضع دعائم مجتمع المعرفة في مدارسنا وجامعاتنا لصقل الطاقات الشبابية الهائلة التي هي اساس التقدم والتي يهيء اقامة مجتمع المعرفة في منظومتنا التعليمية واستمراره استثمارا فاعلاً من اجل الدخول في سوق المنافسة التعليمية العالمية. ولكي تتضح الصورة فنأمل ان نلمس مع العام الجديد سياسات تطويرية تهدف الى اقامة المجتمع المعرفي في المدرسي وهو انجاز متميز لعدة خصائص، اولى هذه الخصائص انه مجتمع 0عالمي) بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبكل ما تنطوي عليه من ايجابيات وسلبيات. اما الخصيصة الثانية ان مجتمع المعرفة مجتمع (علمي تقني) قام اساسا على تقنيات متقدمة مكنت الانسان من التعامل مع البيانات الصامتة وتحويلها الى معلومات ذات قيمة في اعداد الطالب المبدع والمبتكر وتبرز الخصيصة الثالثة ان مجتمع المعرفة يعتمد اساسا على (المحتوى المعرفي اللرقمي)، اما الخصيصة الرابعة لمجتمع المعرفة بانه مجتمع (تحليلي) او (افتراضي) اكثر منه مجتمعاً للحفظ والدروس الخصوصية. إن هذه التصورات التي اطرحها مع العام الجديد لاقامة مجتمع معرفي للعام الجديد (1437ه) سيعمل باذن الله بالارتقاء بمستوى العملية التعليمية ورفع كفاءة ومهارات القائمين على جيل عام (1437) عام المعرفة سيعمل – باذن الله – في اعداد جيل من الشباب القادر على المنافسة والتميز على المستوى العالمي. خلاصة القول ان اقامة مجتمع المعرفة في عام (1437) سيساعدنا في تطوير شبابنا وتقدمهم الى الاستخدام المتكامل والمكثف لتكنولوجيا المعلومات في فصولهم وذلك يعني بصورة دقيقة وواضحة لذلك تقول منظمة التنمية البشرية الدولية ان من اهم معالم مجتمع المعرفة تنظيم جودة التعليم بحيث يكون ما يتم تقديمه لطلابنا في جتمع المعرفة مواكباً لايقاع العصر وروحه لا ان يأخذهم في مجاهل الماضي واخطائه.. وهذا فان جودة التعليم التي سيحققها مجتمع المعرفة في اكتشاف العقول بشكل تلقائي وتطبيقي لطلابنا منذ بداية رحلتهم التعليمية حتى في مرحلة الحضانة والمعلمة واقول بكل صراحة ووضوح ان ما ورد في التقارير الدولية للتنمية البشرية كان المرشد والعامل الحاسم للتخلي عن كل المناهج التقليدية التي اعتمدت على النقل واهملت العقل. وأخيراً اقول ان عام (1437ه) سيكون عام المعرفة لما تبذله وزارة التعليم من جهود جبارة في توير التعليم وانها عملية مستمرة لا تتوقف ابدا لذلك فان اقامة (مجتمع المعرفة) في عام (1437) ليؤكد اماننا بأن المعرفة بوضعها ميزة بشرية هو مشروع يمهد الطريق امام طلابنا توسيع خياراتهم المستقبلية بالتنمية الشاملة والمستدامة بجوانبها المتعددة. لذلك لنا ان نؤكد ونأمل ونتوقع لعام (1437ه) ان يكون عام المعرفة ليؤدي الى مزيد من التطور في مسيرتنا التعليمية وان يخرج طلابنا اكثر ابداعا وتميزا. وكل عام وانت بخير.