يبدأ عام هجري جديد ونحن نأمل في أن نعمل جميعاً في هذا العام بهمة أكبر وفقاً لخطط قابلة للتنفيذ من أجل ان نحقق آمالنا وأحلامنا، وتحويل الأحلام الى وقائع ليست مستحيلة وكل ما نحتاجه لتنفيذ ذلك هو الخبرة والصبر والالتزام والعمل والدقة في الأداء. يمكن القول ان وزارة التربية وما صدر عنها من سياسات لتطوير التعليم يمثل خطوة هامة على طريق التقدم العلمي السليم ولقد لمسنا في انجازاتها في العام المنصرم 1432 تدريس اللغة الانجليزية في مدارسنا لفتح الأبواب امام أجيالنا النظر الى العالم من حولنا بفهم وتجرد. واول وأهم انجازاتها مع بداية العام الجديد 1433 هو جعل العام الجديد عام التحرك نحو مجتمع (المعرفة) وذلك عن طريق اقرارها لتنفيذ سياسة التدريس بتوزيع (اللابتوب) في الفصول المدرسية لكي يمكن للطلاب من استخدامه لنشر المعرفة العلمية الحقيقية. ان هذه الخطوة او السياسة التعليمية تجعل عام 1433 عام المعرفة باستخدام كل وسائل التقنية العلمية وجعلها متاحة للطلاب في جميع المدارس انما هو تأكيد لأهمية تنمية المواهب والقدرات لدى طلابنا لارتياد مجتمع المعرفة في مدارسهم. اذن فمجتمع المعرفة أو المعلومات ضرورة تعليمية لانه كما اشارت اليه وزارة التربية والتعليم هو الذي يكفل لطلابنا الارتفاع بمستواهم في الاداء العلمي.. ومن خلال مخرجات هذا النموذج التعليمي يتم اعداد الطلاب المبدعين والريادة الضخمة التي تتطلبها مسيرة التقدم والتعبير والانتقال من مسيرة النظام التقليدي الراكد القائم على الحفظ والصم، فالنموذج الجديد ينقب عن العقول بدلاً من الدروس الخصوصية. ولان التعليم قضية أمن وطني وليس فقط قضية كل بيت.. ولان التعليم الجيد هو الجسر القوي للعبور الى المستقبل وذلك بتعليم ابنائنا بأحدث طريقة في العالم مثل ما حدث في سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية وتشيلي وغيرها من الدول أصبحت هذه التجارب في هذه الدول نماذج يحتذى بها بما اخذت به كما اعتبر وزارة التربية والتعليم حول الانطلاق من رؤية تعليمية حديثة ومتطورة، وانها رأت انه قد آن الأوان في ظل التغيرات العلمية والسرعة الثابتة التي تحققها المنظومات التعليمية حول العالم في تطوير مسيرة العلم في كل مناحي الحياة وذلك بالتنقيب عن العقول بدلاً من ماراثون الدروس الخصوصية ومحاربة اباطرتها. وفي تناغم تام مع هذا التوجه لتطوير التعليم ليؤكد لنا بأن الشباب السعودي هم ثروة المملكة وكنزها الاصيل ومن هنا جاء قرار وزارة التربية بوضع دعائم مجتمع المعرفة في مدارسنا لصقل الطاقات الشبابية الهائلة التي هي أساس التقدم والتي تهيىء اقامة مجتمع المعرفة المدرسي واستثماره استثماراً فاعلاً فرصاً أفضل في سوق المنافسة التعليمية العالمية. ولكي تتضح الصورة لنا ونحن نلمس يومياً ما تفعله وزارة التربية والتعليم من رسم سياسات تطورية نقول ان اقامة المجتمع المعرفي المدرسي يتميز بعدة خصائص : اولى هذه الخصائص انه مجتمع (عالمي) بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبكل ما تنطوي عليه من ايجابيات وسلبيات. اما الحقيقة الثابتة ان مجتمع المعرفة مجتمع (علمي تقني) قام اساساً على تقنيات متقدمة مكنت الانسان من التعامل مع البيانات الصامتة وتحويلها الى معلومات ذات قيمة في اعداد الطالب المبدع والمفكر، وتبرز الحقيقة الثالثة ان مجتمع المعرفة يعتمد اساساً على (المحتوى المعرفي الرقمي) اما الحقيقة الرابعة لمجتمع المعرفة بانه مجتمع (تحليلي او افتراضي) اكثر منه مجتمعاً للحفظ والدرس الخصوصية. لقد تابعت باهتمام الافكار والتصورات التي طرحتها وزارة التربية والتعليم كأهداف لمشروع كما اطلق عليه شخصياً اقامة مجتمع المعرفة الذي سيحل بإذن الله بالارتقاء بمستوى العملية التعليمية ورفع كفاءة ومهارات القائمين على تحقيق مشروع مجتمع المعرفة مع اعداد جيل من الشباب القادر على المنافسة والتميز على المستوى العلمي. خلاصة القول فان اقامة مجتمع المعرفة سيساعدنا في تطوير شبابنا وتقدمهم الى الاستخدام المتكامل والمكثف لتكنولوجيا المعلومات في فصولهم وذلك يعني بصورة دقيقة وواضحة أن من أهم معالم مجتمع المعرفة تنظيم جودة التعليم بحيث يكون ما نقدمه لطلابنا في مجتمع المعرفة مواكباً لايقاع العصر وروحه.. لا ان يأخذهم في مجاهل الماضي واخطائه.. وهذا فان جودة التعليم التي سيحققها مجتمع المعرفة في اكتشاف العقول بشكل تلقائي تطبيقي لطلابنا منذ ان يبدأوا رحلتهم التعليمية حتى في مرحلة الحضانة. لقد أكدت تقارير التنمية البشرية الدولية الى ان اقامة مجتمع المعرفة ليس بالأمر السهل وان الوصول اليه لا يتم الا في سياق تطور عام يصل الى مستوى النهضة التعليمية في الدولة والمجتمع. ولعلي اقول وبكل صراحة ووضوح ان ما ورد في التقارير الدولية للتنمية البشرية كان المرشد والعامل الحاسم للتخلي عن كل المناهج التقليدية التي اعتمدت على النقل واهملت العقل. وأخيراً .. اقول ان عام 1433ه سيكون عام المعرفة لما تبذله وزارة التربية والتعليم من جهود جبارة في تطوير التعليم وان ذلك في نظر مسؤوليها وعلى رأسهم سمو وزير التربية والتعليم عملية مستمرة لا تتوقف ابداً، وان الحديث عن اقامة (مجتمع المعرفة) ان نؤمن بان المعرفة بوصفها نبرة بشرية هو مشروع يمهد امام طلابنا توسيع خياراتهم المتصلة بالتنمية الشاملة والمستدامة بجوانبها المتعددة لذلك لنا ان نتوقع في عام 1433ه عام المعرفة مزيداً من التطور في مسيرتنا التعليمية وان نخرج أكثر ابداعاً وتميزاً.. وكل عام وأنتم بخير.