تبحث ذاكرتي في صناديقها المغلقة منذ آخر موعدٍ كان لي مع الفرح عن كلمات يفوح منها شذى الأنس أو همسات يترنم على إيقاعها بلبل السعد . تبحث عن ابتسامة كانت تستوطن ثغر الذكريات عن رقصة الريف تتماهى بين أقدام الصغيرات عن نظرة الشوق لفلاح يرمق الغيث هاطلاً على حقول الذرة . عن عناق كفين تنبت فيهما بتلات الإخاء يبللها الندى كل صباح. صناديق الذكريات الصدئة تقف أقفالها حاجزاً أمام الفرح ، لتطلب منه المكث في جحيم الألم الساكن في الحاضر . الآهات الرافضة تزمجر من بين ضلوعه المهترئة وترسل صرخة غاضبة يستفيق لها الماضي المنشغل بدس حصاد حقوله هناك خلف الزمن .! فيحضر محملاً بمفاتيحه العتيقة لترضخ له الصناديق العنيدة فتنثر الورد في سماء الأمل ايذاناً بعودة الفرح المفقود منذ زمن . الكاتب / أ . علي معشي