لم يكن قرار أسامة العسيمي الذي يعمل بمدينة الملك عبدالله الرياضية، بأن يستقل سيارته للذهاب الى سوق الخضار بجدة، بصحبة فريقه التطوعي مبادرون، محض صدفة، بل أتى ضمن خطة لسلسلة من 30 مبادرة تطوعية يقدمها الفريق خلال شهر رمضان المبارك. لم تنقطع الابتسامة عن وجوه الباعة المسنين، وزبائن سوق الخضار المركزي بشرق جدة، فور وصول فريق مبادرون اليه، وإعلانهم تدشين حملة تطوعية لمساعدة المسنين في السوق. الكل هنا تحول الى مشاهد لسيل من المواقف الانسانية، التي يصنعها شباب سعوديون، فبين من يساعد في تنظيف الخضرة للباعة المسنين، ومن يتحول الى حمّال للزبائن يذهب معهم الى سيارتهم وفي يديه اكياس ممتلئة بالخضار، وآخر يرى في جلب البضاعة من المستودع الى "البسطة" عملا مميزا. لم تزل عين ياسر بن محفوظ تراقب بصمت ما يقدمه أحد أفراد فريق مبادرون لبائع الخضرة المعروف بالعم سعيد، إذ لاحظ المتطوع انشغال العم بدفع عربته الممتلئة بصناديق الخضار الى متجره وهو يتصبب عرقاً، فأستأذن للمساعدة وقام بذلك العمل بدلا عنه. وتأتي مبادرة "مساعدة المسنين بسوق الخضار" ضمن سلسلة المبادرات التطوعية التي يعقدها برنامج "مبادرون"، والذي يهدف إلى تنفيذ 30 مبادرة تطوعية في رمضان. ويعود مدرب التطوع المعتمد ياسر بن محفوظ، للتأكيد على انتشاء الحاضرين في السوق بمنظر الشباب المبادر، وهم ينطلقون بحيوية لعرض خدماتهم التطوعية، وهم يرسمون بعطائهم لوحة جميلة عن الشباب السعودي. المتطوعون الشباب كانوا موضع اهتمام المتواجدين في السوق، فلم تنقطع الأنظار عن مراقبتهم، التي عدوها نموذجا وطنيا يمكن أن يحتذى به، خاصة أنهم شباب لم يجمعهم الا التطوع، وتقديم الخير لمجتمعهم الذي يحبونه، الشعور الذي عبر به قائد فريق مبادرون جدة أحمد زهير. ومن المبادرات التي سيتم تطبيقها خلال البرنامج الإذاعي وعلى الهواء مباشرة تنظيف المساجد، وزيارة داراً للمسنين أو الأيتام، والمساهمة في مسح الكتابات عن الجدران، وتوزيع سقيا ماء للمساجد لتفطير الصائمين، وتجهيز سلال غذائية للأسر الفقيرة.