أعادت البسطات الرمضانية في المنطقة التاريخية بمحافظة جدة عبق الماضي لمرتادي فعاليات مهرجان "رمضاننا كدا 2 " في جدة، ومنحت شباب جدة فرصة لمزاولة بيع المأكولات الشعبية فيها، مستخدمين الديكورات الحجازية القديمة والإضاءات واللباس الشعبي المصحوب بالأهازيج المعروفة في الحجاز قديما لجذب الزائرين إليهم. ويغلب على معروضات هذه البسطات المأكولات الشعبية والمشروبات التي كانت تشتهر بها المنطقة التاريخية وتتزين بها مائدة الأهالي في الماضي خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك مركزة على ربط الشباب بجيل الأجداد وتراثهم العريق الذين كان الاعتماد عليهم لعرض منتجات هذه البسطات بأساليب تسويقية جاذبة. وأوضح احد باعة هذه البسطات علي سالم أنه حرص على التواجد في مهرجان "رمضاننا كدا 2" من خلال مشاركته في هذا المحفل التراثي من خلال بسطته التي يبيع فيها الحلويات الحجازية التي يتم تصنيعها في المنزل بالتعاون في هذه التجارة المصغرة مع ثلاثة من زملائه. وقال سالم : إن البسطة التي يديرها تتكون من مكونات غذائية متنوعة تضم المعمول والكنافة والبسبوسة وأصناف مختلفة من العصيرات الطبيعية التي كان يختص بها الأهالي في جدة ومنها التمر الهندي والليمون والعرقسوس والسوبيا وخاصة في شهر رمضان المبارك. وعد هذه التجربة الأولى له ولزملائه الشباب في فعاليات رمضاننا كدا 2 التي علم بها من خلال الحملة التسويقية لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي, مشيراً إلى أن ما شجعه على المبادرة هو النجاح الذي حققه عدد من زملائه ممن شاركوا في النسخة الأولى للمهرجان العام الماضي الذي جعله يقدم بقوة على هذه المنافسة وتنظيم بسطته التي تحقق له الربح المادي عبر هذا العمل الموسمي. ويبدأ تجهيز طلبات البسطة من صلاة العصر إلى قبيل المغرب من كل يوم بحسب ما ذكر سالم، مبينًا أنه يتم الانتقال تدريجياً إلى المنطقة التاريخية بعد صلاة المغرب لتجهيز المكان وترتيب أصناف الحلويات بشكل يجذب زوار الفعاليات, مشيرًا إلى أن الدخل اليومي المعتاد لبسطته يتجاوز 500 ريال ويختلف بحسب أيام الإجازات الرسمية التي يزيد فيها الدخل بسبب الكثافة من الزوار في هذه الأيام. وأفاد البائع معتز المعتصم أن أغلب المشاركين في هذه البسطات هم من الطلاب الذين يجدون ممارسة هذه المهنة إضافة نوعية لهم إلى جانب تحقيق أرباح مادية خاصة مع إقبال الناس على الشراء من تلك البسطات.