أثمرت تحركات الأندية الأدبية عن إدراج برنامج جديد ضمن البرنامج الثقافي لسوق عكاظ في نسخته التاسعة (1436ه 2015م) وتمثل ذلك في استحداث برنامج للمساجلات الشعرية تقدم على مسرح السوق، ويشهد منافساتها الزائرون والضيوف. وأوضح رئيس النادي الأدبي في جدة الدكتور عبدالله السلمي أن استحداث المساجلات الشعرية والتي شاركت في اعدادها وتنظيمها أندية جدةومكةوالطائف، كانت إحدى نتائج ورش العمل لفريق تطوير البرامج والأنشطة في سوق عكاظ، والذي وجه بتأسيسه وتشكيله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ وذكر رئيس النادي الأدبي في جدة أن المساجلات الشعرية تتمحور في فكرتها الأساسية في استثمار طاقات المبدعين من جميع الأعمار ممن يملكون موهبة حفظ الأبيات الشعرية للشعراء القدامى والعصر الحديث، حيث ستجرى بينهم مساجلة تمهيدية قبل انطلاقة السوق يحكمها ويراقبها مجموعة من المحكمين، تمهيداً لانتقالهم إلى المراحل النهائية التي ستجرى أمام الجمهور من الزائرين والضيوف. لافتاً إلى أن المساجلات الشعرية من شأنها أن تحدث تنوعاً في البرامج والأنشطة الثقافية، بجانب الأمسيات الشعرية والندوات والمحاضرات والمعارض وبرامج جادة سوق عكاظ. وأفاد رئيس النادي الأدبي إلى أن فريق برنامج المساجلات الشعرية اعتمد استمارات الترشيح وستكون متاحة أمام الراغبين، وتتضمن معلومات مثل الاسم والمؤهل العملي إضافة لبعض المعلومات الشخصية الأخرى، وذلك على موقع سوق عكاظ والرابط التالي: http://www.sooqokaz.com/mosajala/view_mosajala.php من جهته، اعتبر المشرف العام على فريق تطوير سوق عكاظ الدكتور بريكان الشلوي أن الأندية الأدبية عموماً وخصوصًا في منطقة مكةالمكرمة، أسهمت خلال الأعوام الماضية في أنشطة وبرامج سوق عكاظ، فضلًا عن مشاركتها في الجوائز من خلال تقديم المرشحين المميزين، مؤكداً أن العمل جاري خلال الفترة المقبلة على وضع خارطة طريق تفعيل مشاركة الأندية الأدبية في المرحلة المقبلة، لافتاً إلى وجود اجتماع وورش عمل لرؤساء الأندية الأدبية خلال أيام السوق. وكان الدكتور بريكان الشلوي قاد أخيراً ورشة عمل شهدتها مدينة الطائف وشارك فيها 12 رئيس نادٍ أدبي قدموا خلالها العديد من الاقتراحات والتوصيات والتي تضمنت أهمية صياغة خطة استراتيجية جديدة للسوق، والعمل على توسيع دائرة السوق ليشمل كل ما هو جديد وعصري، فضلاً إشراك الأندية الأدبية في تحكيم جوائز سوق عكاظ، ونشر أهداف ونشاطات سوق عكاظ قبل بوقت كافٍ في مدن ومحافظات المملكة من خلال برامج ونشاطات الأندية الأدبية. ويقدم سوق عكاظ سنوياً منذ احياءه وانطلاقته (1428ه 2007م) برنامجاً متكاملاً يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد الجسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، وصولاً إلى إثراء الزائر ومنحه الفائدة والمتعة في آن معاً. ويندرج في نشاط السوق معارض عدة لوزارات وهيئات حكومية في مقدمها: الهيئة العامة للسياحة والآثار، وزارة التعليم، مكتبة الملك عبدالعزيز، وزارة الثقافة والإعلام، دارة الملك عبدالعزيز، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية،مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أمانة محافظة الطائف، الجمعية السعودية للثقافة والفنون، الهيئة السعودية للحياة الفطرية، شركة أرامكو السعودية، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومعرض للفائزين بجوائز سوق عكاظ للتصوير الضوئي والخط العربي ولوحة وقصيدة، لتتاح للزائرين الإطلاع على أفضل الأعمال المشاركة والمتميزة والتي حصدت الجوائز. ولأن عكاظ ليست ماضي فقط، بل هي الحاضر والمستقبل، سيطلع الزائرون على معرض "عكاظ المستقبل"، وهو معرض يتم فيه عرض الابتكارات والمخترعات الحديثة التي ينتجها الباحثون والمبتكرون في الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث والتقنية. وفي كل عام، يمنح سوق عكاظ الزائرين والضيوف كل عام برنامجاً ثقافياً ثرياً تنظم فعاليته تحت خيمة السوق الشهيرة، وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات، والندوات، والأمسيات الثقافية والأدبية والعلمية، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، فضلاً عن أمسيات شعرية لشعراء سعوديين وعرب، وحوارات مع مجموعة من المؤلفين لعرض جاربهم في التأليف والكتابة. وتختار سوق عكاظ سنوياً شخصية شاعر من شعراء العرب القدماء، لتكون عملاً مسرحياً يكتبه نخبة من الكتاب المسرحيين، ويشارك فيه مجموعة مختارة من الفنانين المسرحيين السعوديين والعرب، ويتم عرض المسرحية في حفل الافتتاح، ثم تعرض يومياً خلال أيام نشاط السوق. ويضاف إلى كل تلك البرامج والفعاليات، برنامج "جادة سوق عكاظ" الذي تشرف عليه وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، وهي عبارة عن مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي بواسطة مجموعة من متخصصن المحترفين، مثل: مسيرة الشعراء، مسيرة الفرسان والخيول والإبل، وهي نماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديماً. كما تشتمل العروض أيضاً على أعمال مسرحية درامية تاريخية متنوعة "مسرح الشارع"، والتي تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كان يشهدها سوق عكاظ قديماً وتقدم باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى عروض أخرى لإلقاء الشعر العربي الفصيح وخصوصاً "المعلقات" والخطب البلاغية التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ، ويؤدي تلك الأعمال ممثلون محترفون. وسيحظى زائرو سوق عكاظ بجولة على مواقع الحرفيين ومحترفي الصناعات اليدوية والشعبية من داخل المملكة وخارجها، حيث يمكنها اقتناء منتجاتها من صناعة الأبواب والنوافذ والرواشين ونقشها، وصناعة مقابض الأدوات الزراعية، والأواني المنزلية وأنواع من الأثاث، وتشكيل الفخار من الطين وصناعة الأزيار والدوارق والمشارب والأواني الفخارية، والخرازة، والنحاسة، والخياطة، والصباغة، والحدادة، وصياغة الذهب والمجوهرات، فضلاً عن مجموعة متنوعة الحرف النسائية المنزلية القديمة، مثل: الحياكة، وغزل الصوف، وصناعات السلال والحصير والقفاف، وصناعة الأجبان المحلية والإقط، واستخلاص السمن البلدي والقشطة من حليب الماشية.