قدر لي ان ارى الاديب الكبير الاستاذ عباس محمود العقاد (مرتين) في الدور الثامن من مؤسسة اخبار اليوم وكان هذا في مطلع الستينات من القرن الماضي وكان العقاد يكتب في الاخبار (مقالا اسبوعيا) كل اربعاء يكتبه "بالقلم الرصاص" وكان يصرف مكافأة شهرية من اخبار اليوم نتيجة كتابة هذا المقال وكنت انا وسيط صرف هذ المكافأة لهذا الاديب الكبير والشاعر والفيلسوف والمؤرخ والصحفي وراهب محراب الادب والذي ذاع صيته فملأ الدنيا بأدبه ومثل حالة فريدة من الادب العربي الحديث ووصل فيه الى مرتبة فريدة. ولد عباس محمود العقاد بمحافظة اسوان عام 1889 وكان والده موظفاً بسيطاً بإدارة السجلات واكتفى العقاد بحصوله على الشهادة الابتدائية ولكنه ثقف نفسه بنفسه وعكف على القراءة وامتلك مكتبة تضم 30 الف كتاب ، لم يرتاح للعمل الحكومي وكان يراه (سجناً لأدبه) وعمل لفترة صحفي بجريدة الدستور واصدر هو بنفسه جريدة (الضياء) ولم يتزوج العقاد ولكنه عاش قصص حب خلد اثنتين منها في روايته "سارة" حصل العقاد على عضوية "مجمع اللغة العربية" بالقاهرة وعضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بدمشق ومثله ببغداد ومنح جائزة الدولة التقديرية في الاداب لكنه رفض تسلمها كما رفض الدكتوراه الفخرية من (جامعة القاهرة). خاض العقاد العديد من المعارك في الادب والشعر وكانت هناك معركة حامية بينه وبين امير الشعراء أحمد شوقي في كتابه (الديوان في الادب والنقد). كما اسس (مدرسة الديوان) مع عبدالقادر المازني وهاجم كثير من الشعراء مثل (مصطفى صادق الرفاعي ) وكانت له معارك فكرية مع (طه حسين) و(بنت الشاطئ).