هل من المفترض أن يكون عنوان كل شيء دلالة واضحة على فحواه ، فنحنُ العرب قد نكون أقرب للسطحية لأننا ننغر كثيراً بالمظاهر ونهتم بالشكليات الخارجية غالباً ونُهمل المضمون في كل تعاملاتنا ومقتنياتنا ايضاً. هُناك مثل غربي يقول : "لا تحكم على الكتاب من غِلافه" ، وفي النقيض هناك مثل عربي يقول : "الكتاب باين من عنوانه" ! فما هذا التناقض والإختلاف في الروئ وأي نظرة هي الصحيحة والواقعية بالفعل ؟! فالمثل الغربي يُقصد به -حسب فهمي له- أنه قد يكون الكتاب رائعاً شكلياً وفارغاً موضوعياً والعكس صحيح ، بينما المثل العربي يُفهم بمعنى الحكم الأولي والمُسبق على الكتاب من عنوانه أو شكله أو حجمه حتى من قبل قراءة تفاصيله ومعرفة فحواه ومايحمل بين طياته. و نحن العرب -اسم الله علينا- أو (أصّمَله) كما ينطقونها بالبلدي ، غالبنا قد يحكم على شخص من مظهره الخارجي منذ أول لقاء ، أو من كلامه وطريقته في السلام والحديث والتعاطي مع الناس ، فنحكم على فُلان بأنه مغرور وعِلان بأنه ثقيل "طينه" ومع مرور الوقت والعشرة نكتشف جوهرهم ونفاجئ بالعكس تماماً. ولايخفى عليكم إن هذا الطبع بالطبع دارج كثيراً في الأوساط النسائية (الحَريمي) ، بل إني أبصم بالعشرة إننا معشر النساء قد غلبنا بني آدم في هذا المثل والتطبيع والحكم المسبق على الناس منذ أول نظرة ، فما أكثر ماتصادفنا ثم تصادقنا مع أُخريات وكان الإنطباع الأول المُتبادل فيما بيننا عندما نتصارح : "تصدقي كنت أحسبك شايفه نفسك" وقد يكون ذلك بسبب إنها ابتسمت ثم لزمت الصمت لأي سببٍ كان ! لا أدري لماذا يهتم البعض بالقشور فالحياة علمتني أن أكثر الناس سطحية هم أولئك الذين يحكمون على الناس سريعاً ، ويرسمون في رؤوسهم صوراً للآخرين ليست بالحجم ولا التفاصيل الحقيقية لهم ، فليست كل الشخصيات توافق أفكارنا وميولنا وطباعنا ، وهذا لايمنحنا الحق في التسرع بالحكم على الأشخاص من موقف ، فقد نندم في بعض الأحيان عندما نتسرع ، فالكلمات لايمكن استرجاعها من بعد نطقها ، وكذلك بعض الأشخاص الذين هم مثلي وعلى شاكلتي لا يتكررون إلا مرة واحدة في العمر. مرروا لي ماسبق من إعتزاز وغرور ، وقولوا ماشئتم فأنا لستُ مع المثل العربي و لا الغربي ، أنا مع نفسي ومع حكمة الفيلسوف العظيم سقراط حينما قال : (تكلم حتى أراك). فأي كتاب وأي عنوان وأي (بطيخ) وأمة اقرأ لا تقرأ ! لذلك يا عزيزي (اللي بتقرأ) لاتأخذ عني أي إنطباع بعد قراءة هذا الهراء ، أعتقد المقال باين من عنوانه ، اللي يبي درب السلامه يدله ، واللي يبي الشر (ياطا) عباتي. rzamka@ [email protected]