التكريم فضيلة أهل الوفاء لمن يستحق الوفاء وشعور محبة وتقدير لمن يحمل قلباً صافياً محباً مخلصاً في حياته الشخصية والعملية وللوفاء طعم خاص عندما تكرم الصحافة علما من اعلام الكلمة وفارسا من فرسان الصحافة وروادها البارزين الذين اسهموا بعزيمة ومثابرة في الانتقال بالساحة الصحفية الى التحديث. منذ اشهر قليلة سعدت بحضور ليلة وامسية وفاء ومحبة لاهل الوفاء والمحبة والتي اقامتها مؤسسة عكاظ لتكريم رمز بارز هو (شيخ الكتاب والصحفيين) الاستاذ عبدالله عمر خياط (متعه الله بالصحة والعافية) وقد سبق تكريمه من اتحاد الصحفيين العرب وايضا تكريمه من قبل في (اثنينية) الوجيه عبدالمقصود خوجة بيت الثقافة والوفاء والاحتفاء بالفكر والادب والعلم. حقا كانت ليلة التكريم بادرة رائعة من عكاظ للوفاء في مناسبتها ومعانيها بحضور 3 وزراء اعلام (سابقين) ونخبة من الادباء والمثقفين والشخصيات العامة من رجال الاعمال والاعلام والمجتمع ورعاه صاحب الوفاء والمواقف الجميلة الاستاذ صالح عبدالله كامل الذي اشاد بأبي زهير في مهنيته الصحفية وأدبه ولطفه وخلقه كما أفاض المتحدثون والحضور في مناقب الخياط انسانا وصحفيا وكاتبا وقد استخرج لأحبته الحضور الكثير من مكنون ذاكرته محطات حياتية عمرها عقود من الزمن. أحرص عادة على قراءة مقالات حبيبنا ومعلمنا الخياط في زاويته (مع الفجر) وكما عودنا يعطينا في حروفها وسطورها ومضمونها خلاصات آرائه المباشرة في شؤون وشجون وطموحات المجتمع وقضاياه، وتجربته وفكره وثقافته، وهكذا عرفناه على مدى مشواره الصحفي في "البلاد" ثم في "عكاظ" وتعلمنا منه الكثير خلال توليه رئاسة تحرير "عكاظ" صاحب رؤية ورأي جريء وهادف, وأحمد الله على ما تبقى من الذاكرة بما يعينني على الاحتفاظ بما أحب من الذكريات الجميلة عن شخصيات واسماء واماكن حميمة الى قلبي في هذا الزمن الصاخب وبالنسبة لي سعدت في ذلك الزمن البعيد بالعمل متعاونا مع عكاظ وكان استاذنا الخياط خلال رئاسته للتحرير خير معين بعد الله للمحررين واقسام العمل في زمن كان العمل الصحفي يعني البحث عن المتاعب وقد قدمت للصحيفة الكثير من الاخبار والعديد من التحقيقات والحوارات ولان الاستاذ الخياط اتسم بالشجاعة والجرأة المسؤولة فقد سادت آنذاك روح المنافسة في الأخبار المهمة وروح السبق الصحفي رغم متاعب العمل في ذلك الزمن لضعف الامكانيات ومتاعب المواصلات وندرة خطوط الهاتف. لقد حظي كل من عمل معه بالتشجيع ومانت الاسرة الصحفية تحمل معنى الاعتزاز بهذه المهنة وكل من عايش وعاصر تلك المرحلة في صحفنا يحتضن ذكريات جميلة في شارع الصحافة مهنة الحرف ومعنى امانة الكلمة حيث منح الاستاذ عبدالله خياط مساحة واسعة من النقد الهادف في الأداء التنفيذي للأجهزة الحكومية وتلك الفترة تؤرخ بروح الانصاف ضمن تاريخ صحافتنا السعودية. ان هذا التكريم هو التفاتة طيبة ومهمة لتلك المرحلة الخصبة التي دشنت للصحافة الحديثة بفنونها بعد الرواد الذين اتسمت مرحلتهم التأسيسية بالبساطة وغلبة الروح الادبية على الاسلوب الصحفي حيث كانوا من الادباء والادب كما نعلم كان اسبق على الصحافة حتى انطلقت مرحلة صحافة المؤسسات وكان الاستاذ عبدالله خياط احد ابرز فرسان الانتقال بالصحافة بفنونها الحديثة. نتطلع الى المزيد من التكريم لرواد الصحافة المؤسسين ورواد الفكر والعلوم والاعلام والفنون والآداب من الصحف والاعلام لتعلم الاجيال الجديدة كم تفانى الاوائل وماذا قدموا تأسيسا لثقافة وصحافة اليوم وهذا حق لهم يجعل الوفاء والعطاء مبذولا وموصولا.