يوجد مفهموم ثابت لدى الدول الخليجية، يقضي بدفع معونات مالية لحكومات دول الجوار بدلاً من النظرية الحديثة التي تقضي بشراء منتجاتهم وتحريك اقتصادهم المحلي بتدوير العملة. كانت تلك الطريقة التي دعم بها الاتحاد السوفيتي (دولة كوبا) عندما تعهد كروت-شوف (خروتشوف) بشراء كل ما تنتجه دولة كوبا من قصب السكر والاخشاب والسيجار الكوبي الخ … حتى وصلت فوائد (الدعم) الى كل الطبقات الاجتماعية عن طريق دائرة التبادل (السلعي) بين المواطنين. حيث ان شراءك من المزارع سيدعم كل الطبقات الحرفية التي تتقاطع مع دائرة المزارع! الخياط الذي يكسي ابناءه، والسباك الذي يصلح بيت الخياط! والخباز الذي يطعم ابناء السباك، كالحجر عند قذفه في الماء، تتسع دوائر الأثر كلما ابتعدنا عن المركز Multiplier Effect في علم الاقتصاد. ولعل هذا الأثر هو السبب الرئيسي وراء قوة الاقتصاد السويسري والهولندي الذي يعادل اقتصاديات كبرى الدول المصدرة للنفط! حيث تمتد صادرات تلك الدول إلى أصغر مواطن قاد (سيارة شحن العلف) المستخدم في تغذية الابقار التي انتجت حليب (الشكولاتة السويسرية) فأصبح كل مواطن شريكا في العمل والربحية بمقدار مساهمته في دائرة تصنيع المنتج! لذلك لا تحتاج تلك الدول الى دعم الوقود او المواد الغذائية بعد أن قامت حكوماتهم بدور أساسي في (فتح قنوات تصدير للمواطنين تليه مساعدتهم في تطوير منتجاتهم القابلة للتصدير). ثم تكتمل دائرة التكامل الاقتصادي في تلك الدول بفرض رسوم على الصادرات او على عوائد الصادرات عند ظهور الميزانية نهاية كل عام، فيكون تمويل كامل وشامل للحكومة المركزية التي ساهمت في نقل المنتج المحلي للعالمية عن طريق الاتفاقيات مع الدول المجاورة بما يؤدي الى خلق ميزان تجاري مدروس تتحكم فيه الحكومة، وليس اعتباطيا يتحكم فيه التاجر وسعر صرف العملة. واتمنى ان يلعب التاجر السعودي دورا إيجابيا في إعادة إعمار اليمن عن طريق شراء منتجاتهم أياً كانت! ولن يبخل المواطن السعودي في المساهمة عن طريق شراء تلك البضائع حتى وإن لم تترق للمواصفات المطلوبة (مؤقتاً) وهذا هو التكافل الإسلامي الحقيقي الذي سبقنا له الاتحاد الأوروبي بتدوير بضائعهم ومنتجاتهم فيما بينهم (عقب تطويرها) حتى وصلت الى درجة العالمية. * درجة الدكتوراه , الجامعة الاوروبية الكونفدرالية السويسرية Twitter @ALBilad123