سطَّر الدكتور علي بن مشرف الشهري رئيس محكمة التنفيذ بجدة رابع وخاتمة قصائده في عاصفة الحزم؛ ساق فيها تهنئته بالنصر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله -، وقد أشاد في قصيدته البائية الجزلة بحزم وشجاعة ونجدة الملك وجنود المملكة البواسل. وجاءت القصيدة معارضة لقصيدة أبي تمام – رحمه الله – (السيف أصدق أنباء من الكتبِ)، في فتح المعتصم لعمورية في موضوعها ووزنها وقافيتها، في مجاراة بديعة رسمت معالمَ النصر في عاصفة الحزم. الحزمُ أصدقُ أنباءً من الخُطَبِ في قصفِهِ الحدُّ بين الصدقِ والكذِبِ حُمْرُ العواصفِ لا بيض العواطفِ في سلاحهنَّ جلاءُ الغدرِ واللَّعِبِ والنصرُ في راجماتِ الرعبِ موطنُهُ بينَ القذائفِ لا في ذلّةِ العرَبِ أين العمائمُ بل أين الوعيدُ وما حاكُوْهُ من ثورةٍ كبرى ومن صَخَبِ غدت سرابا وأضحى ما رأتْ حُلُماً مُجندلاً في كهوفِ الذلِّ باللَّهَبِ ظنوا العروبةَ قد ماتتْ شهامتُها ولم تعُد غيرَ صفْحاتٍ من الكُتُبِ وخوفوا الناسَ من دهْياءِ فارسِهم وجعْجعاتِ دعيِّ الأصْلِ والحَسَبِ وزمَّرتْ باسمِ من باعوا عروبتَهم زُمَّيْرتانِ فيا لَلْخائنِ الطَّرِبِ عجائب الدهرِ ما يمضي بنا زمنٌ إلا نقشْتُ به : لا ينقضي عجبي أتى جمادى وحُلْمُ الفُرسِ في صُعُدٍ فانصبّ في شهرِه وانزاحَ في رجَبِ يا يومَ عاصفة الحزمِ التي حملتْ ريحَ المنى من ربى صنعا إلى حَلَبِ (فتحُ الفتوحِ تعالى أن يحيطَ به) فعلُ الفعولِ ولا قولٌ من الأدبِ ما أروعَ السيفَ يا سلمانُ تصقلُهُ في رأسِ مَنْ خانَ أو في هامِ منْقَلِبِ وما السيوف سوى سلمانَ إنْ ضربتْ وما الرماحُ سوى تاريخِكَ الذهبي جعلتَ يومَ بني الإسلامِ متَّشِحاً بالعزِّ من بعد ما قد كان في شحبِ أعدتَ للعُرْبِ مجْداً كان مندثِرا عاثتْ به كفُّ غدَّارٍ ومُسْتلِبِ أضحتْ أسُودُكَ تُخْشى وهي رابضةٌ فكيفَ إنْ زأرتْ في ساعة الغضَبِ أحرقْتَ بالقصفِ أحلاماً وأدمغةً حتى بدا رأسُهم في أسفلِ الذَّنَبِ جاءوك يهذونَ من ذُلٍّ ومن ألَمٍ حتى الجماداتِ لاذَ الصخرُ بالخشبِ رمى بك الله كهْفَيْها فدمَّرَها ولو رمى بكَ (آيُ اللهِ) لمْ يُصِبِ أسيادُهم في كهوفِ الذُّلِّ موطنُها وسِيْدُ أسيادِهم لا زال في الحُجُبِ تعصُّبٌ ما له حبْلٌ ولا وَتَدٌ إلا : وجدنا كذا أمي وقبلُ أَبي ظنُّوا الجزيرةَ رقماً في عواصمِهم خابوا وخابَ مدى التاريخِ كلُّ غبِي إذا ضربتَ وجوهَ الظلمِ في يمنٍ اهتزَّ في الشامِِ زلزالٌ من الرَّهَبِ أعزَّكَ اللهُ بالتوحيدِ في بلدٍ راياتُه الخُضْرُ باسمِ اللهِ لا النُّصُبِ أعدتَ لليمنِ الآمالَ فانتفضتْ وصيَّرتْ طالِحَ الحوثيِّ في رُعُبِ شاءوا خناجرها في الخصْرِ طاعنةً وشاءها اللُه عصْفاً غيرَ مرْتَقَبِ وقّادُ حرْبٍ إذا أجَّجْتَها اشْتعلتْ وإنْ أشرتَ بإيقافٍ لها تُجِبِ مخضرَمُ العصرِ باني النصرِ ذو ثقةٍ وحازمُ الفكرِ سامي القدرِ ذو أَربِ تساقطتْ كلُّ أوراق الدعيِّ على حدَّينِ يا سيفَنا أمضى من القُضُبِ محمَّدينِ إذا سارا بجحفلِنا تبخترَ العزُّ بينَ الجحفلِ اللَّجبِ مَنْ استظلَّ بكم طاب الصباحُ لهُ ومَنْ يجافيكم فالليل ذو طُنُبِ حميتَ بيضةَ هذا الدينِ فاندحرتْ عنك العدا وغدتْ في ثوبِ مضْطربِ رأوا صقوركَ رأيَ العينِ ترجِمُهُم رجمَ الشياطينِ في الأجواءِ بالشُّهُبِ تهافتوا نحوَ بركانِ السُّعُودِ فهم ما بين جمرةِ نارٍ أو جَنى حطَبِ قد انتُخبْتَ لبيتِ الله تخدمُهُ فكنتَ أكرمَ منسوبٍ ومُنتَخَبِ يكفيكَ (خادمُ بيتِ الله) مفْتَخَراً إذا تفاخرَ أهلُ الأرضِ باللقَبِ فاهنأ أبا الحزمِ هذا الحزمُ منتصِرٌ باللهِ طابَ ولولا الله لمْ يطِبِ رعيتَ فيه ذِمامَ الجارِ فارتعدتْ منكَ الدُّنا وغدا ذو البُعْدِ في القُرُبِ ماذا أحدِّثُ عن سلمانَ يا وطني وما رأتْ مثلَهُ الأكوانُ من حِقَبِ شعر د / علي بن مشرف الشهري جدة 4 – 7 – 1436 ه