نتأت الفكرة المتأزمة كتله حمراء في الصحراء. لم يدر ما يفعل بها. ماجت معه كلما مالت مركبته في الانعطاف. لا خيارات لديه . فلم ينظر في المرآة الخلفية. الماضي أمامه يرى من خلاله مستقبله . آلى الإضمار للقاري ليكتب القفله عن متلازمة الأمل والخيبة. بداية عاجزة جلس على كرسيه أمام كتل اللحم التعيسة . الفساد يحميهم . وضع رأسه بين يديه مفكرا في التاريخ الآسن الذي يحرك ذاته. – ماذا يقلقك؟ – أريد حلا سحريا لإتمام المصالحة الوطنية . – شكل وفد رسمي كبير للتعازي يضم كافة أطياف المجتمع . وطأة الهاجس من الفجر يذهب ويفترش مقعده في المقبرة. يستدفأ بحرارة الشمس. لكن حرارة القتلى أقوى احتجاجا . ينتظر دوره في نقل عرى لحمه لتغذية القادم الجديد من أديم الأرض. (يرد إلى أرذل العمر) أحسن في تنشئته وتربيته رجلا في طاعة الله . كان ابنه خير مربي له في طفولة شيخوخته. هُدوء اللّيل لبس منامته . صدحت أصوات يومه المزعجة في أذنيه. تمدد على السرير .قرأ. حَسَلَ بضغينته. لفافة قماش كثرة المال شوهت إدراكه البشري .قالوا عنه انه مهووس بأدق التفاصيل ناشدا المثالية . وقالوا انه يمارس لعبة تبرير الغباء . لم ينته بعد وهو يعدل ويضيف في بناء بيته دون أن ينتبه إلى هدر الوقت.فجأة تحسروا عليه أن دعوه بالفقيد . بقلم : يوسف فضل