تستمر حكايتي مع الصباح ولا تنقضي فالشروق ، والنسيم ، والندى فصول تداعب مخيلتي وتستثير قلمي.الصباح نشيدُ شروقٍ تعزف له ابتسامات الرضى ، وقصيدُ نسيمٍ تتمايل على قوافيه أوراقٌ بللها الندى .والذكر عذب حين يخالط الروح والقلب وله صدى. ** تنبت زهور الأمل على ضفاف الصباح المشرق ، فتعطر الأنفاس اللاهجة بذكر الله ، وتتفتح ورود الشوق ، فتنثر عبق الحياة إلى الأرواح الندية المستبشرة باللقاء ، وترسل البلابل أنغامها الشجية إلى مسامع المستيقظين للتو ، لتمسح من عيونهم ما علق بها من عتابات المساء فتدب في أهدابها خطى السعد ، وتبرق في مآقيها لمعات الأنس ، لترى النور درباً يقودها نحو عالمها الفسيح تحيطه مواكب التفاؤل ، وتمضي بكل ثقة أن الله يخبئ لها هدايا السعادة في ثنايا القدر. ** نسائم الصباح تبدأ نشر عبيرها من أروقة الفجر الهادئ وينطلق شذاها مع أول نفَسٍ عميق تستقبله الصدور ، لتبدأ الألسن اللاهجة بذكر الله في تلاوة وردها الصباحي ، حاملة راية السلام لكل من يحيط بها ، ويعانق سنا الشمس أحضان السماء ، فتشيع ابتسامات السعادة على شفاه المتأملين للوحة الجمال الصباحي الآسر التي يستعرضها الكون كل يوم دون ملل. انسحاب العتمة من مسرح الأفق مع تحايا الوداع انسحابٌ يشبه انسحاب ذوي الجلالة ، ودخول الصبح على طريقة الملوك ، صورٌ تضع المتأملين في مدرجات الكبار فتفتر بين ثناياهم آيات الثناء وتشئب عيونهم نحو السماء يدور في خلد كل منهم سر ذلك كله فتخفق قلوبهم لله ذي الجلال والملك العظيم. بقلم / علي معشي