(على أرض مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء).. كلمات أطلقها الرائع صلاح جاهين، حيث وجد هذا التاريخ نفسه محفوظًا بين أحضان سور الأزبكية، روايات وكتب وقواميس ومجلات وصحف وكتب مدرسية تستعيد سنوات مضت، وهي تعانق أخشاب "الأرابيسك"، التي تشكل جسد عشرات المكتبات. بمجرد دخولك سور الأزبكية، تجد الباعة الجائلين يفترشون ساحة المدخل بشكل عشوائي من باعة ملابس، للاكسسوارات للأودات الصحية وغيرها، بينما في الداخل تتعالى الأصوات في ممرات السور، "عندك رواية 1919.. بكام كتاب مبارك وزمانه.. فين كتب البشرية"، كلمات تسمعها من صاحب مكتبة لأخرى عند التجول بين عشرات الأشخاص الواقفين أمام تلك الكتب ما بين مشتر وباحث عن التراث القديم، وشعار الجميع "ثقافة الرصيف لا تموت". تاريخ سور الأزبكية: البداية كانت عام 1907م عندما وجد شاب صعيدي ضالته في بواقي مكتبات الفجالة، ليبدأ رحلة بيع الكتب بأسعار أقل بكثير من ثمنها بكبرى المكتبات، لتتحول من مجرد فرشة بائع إلى جوار سور حديقة الأزبكية إلى سوق كامل، وبمجموعة من المشابك كانت تعلق الكتب على حبال الغسيل على سور الحديقة، إلى أن أصدر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قرارَا بترخيص اكشاك للباعة، حتى يتم عملهم بطريقة قانونية، وهذا السور الثقافي هو اقدم سور كتب عرفته مصر. (أما حركة البيع والشراء متوسطة جدًا طبعًا، وهي كويسة إلى حد ما، لأن 3 سنين الثورة توقفت حركة البيع اما الان يعنى يعتبر فيه تحسن بس بسيط جدًا، هنا الكتب أرخص، وبالطبع البعض بيفضل الشراء من سور الأزبكية، فضلاً عن وجود كتب نادرة جدًا، سور الأزبكية من قبل السبعينيات، كان عبارة عن فتارين على الجنينة، وكان عدد من رجال السياسة والمثقفين والأدباء، بيشتروا الكتب منها حتى السادات كاتب في مذاكرته الشخصية إنه كان بييجى يشتري من هنا الكتب).