يتعرض سور الأزبكية هذه الأيام لكثير من المشكلات، أبرزها الاتهامات التي وجهها اتحاد الناشرين للبائعين بتزوير الكتب ومحاولات منعهم من المشاركة في معرض الكتاب الدولي الذي يعقد في القاهرة كل عام، بالإضافة الى محاولات نقل السور إلي مكان لم يتحدد بعد لأن إدارة مسجد عماد الإسلام التابع للجمعية الشرعية طلبت إجراء توسعات جديدة، وهوما أثار استياء البائعين ورفضوا تماما النقل من مكانهم . اتهام مهين «اتهامنا بتزوير الكتب إهانة لاسم السور ومحو لتراث مصر «بهذا الكلام بدأ حربي شيخ البائعين في سور الأزبكية حديثه ل»اليوم»مؤكِّداً أن وجود مكتبة أو اثنتين تبيع الكتب المزورة لا يعني أن مكتبات السور تقوم بتزوير الكتب لأنه يوجد أكثر من 130 مكتبة ،كما أننا نعاني من حالة انفلات أمني ولا توجد رقابة واذا تجولنا في شوارع القاهرة والمحافظات سنجد الكثير من الكتب المزورة تباع على الأرصفة. وأوضح شيخ البائعين، أنه في حالة منع مكتبات سور الأزبكية من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب سوف نقيم معرضا للكتاب في سور الأزبكية بدون الحصول على أي ترخيص من أي جهة ،مشيراً إلي أن دور النشر تريد منع مكتبات سور الأزبكية من المشاركة في المعرض لأنها منافس قوي لدور النشر الكبري نظراً لرخص أسعار الكتب . محاولات منع سور الأزبكية من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب يأتي بسبب عدم الإقبال على المكتبات الأخرى بسبب ارتفاع أسعار الكتب وإقبالهم على سور الأزبكية الذي يحوي بين جنباته كماً من الكتب لا حصر لها . يفقده قيمته وعن محاولات نقل سور الأزبكية، قال أحمد متولي» بائع كتب» أن نقل السور من مكانه يفقده قيمته لأنه جزء من التراث الثقافي لمصر بالإضافة الى أننا لا نملك نقل الكتب على حسابنا وهو أمر مكلف للغاية والحكومة لا تريد أن تفعل ذلك . وأضاف متولي « نعيش منذ 25 سنة في العذاب بتلك المهنة بسبب نقلنا أكثر من 5 مرات بدأت من سنة 1990، رغم أهمية المكان حتى إن السياح العرب والأجانب يأتون إليه فهو من معالم القاهرة، كما أن المهنة التي لحقتها كثير من الصعاب ، وهي مهنتنا على مدار أكثر من 28 سنة لا نستطيع أن نتركها. تزوير الكتب يقول الناقد شعبان يوسف، إنه يعرف بائعي الكتب في سور الأزبكية جيدا وهم غير قادرين على تزوير الكتب لأن من يفعل ذلك هم أناس يمتلكون الأدوات التكنولوجية والامكانيات لفعل ذلك ،موضحا أن هناك الكثير من الكتب المسروقة موجودة في كل مكان واتحاد الناشرين لم يفعل شيئا . وأكد يوسف أن محاولات منع سور الأزبكية من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب يأتي بسبب عدم الاقبال على المكتبات الأخرى بسبب ارتفاع أسعار الكتب وإقبالهم على سور الأزبكية الذي يحوي بين جنباته كما من الكتب لا حصر لها بأسعار في متناول يد الجميع فسور الأزبكية يعد بمثابة «جامعة الفقراء «لأن الكتب فيها زهيدة الثمن رغم قيمتها الفكرية الكبيرة. وتابع يوسف «نقل سور الأزبكية يفقده قيمته لأنه يعبر عن تاريخ ويعد جزءاً من تراث مصر ويجب على المثقفين أن يقفوا بقوة ضد نقله من مكانه «. كتب التراث وتؤكد الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي أن سور الأزبكية يضم الكثير من الكتب القديمة التي لا غني عنها بالإضافة الى كتب التراث التي يلجأ اليها القراء للعثور عليها واذا لم يعرف وزير الثقافة واتحاد الناشرين القيمة الثقافية لسور الأزبكية فليحملوا أمتعتهم ويرحلوا عنها مشيرة إلى أن نقل السور من مكانه يعني محو جزء من تراث مصر الثقافي . دعوة للمساندة وقال المفكر الاسلامي د. محمد كمال إمام إنه يدعو كل المثقفين وأساتذة الجامعات ممن استفادوا من مكتبات السور أن يقفوا في وجه من يحاولون محو مثل هذا الأثر المصري ، مؤكدا أن اتحاد الناشرين ليس مسئولا عن الثقافة في مصر. وأضاف إمام أن السور يتعرض لمخطط إزالة لصالح دور نشر كبرى ترى أن السور يقف حائلاً دون تحقيقها لمكاسب كبيرة نظرًا لزهد سعر الكتاب في مكتباته في مقابل ارتفاع سعره في المكتبات المنتشرة في المدن الأخرى. الذاكرة المصرية من جانبه أعلن الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين، استعداد الاتحاد للتضامن مع مطالب أصحاب المكتبات في «سور الأزبكية»، مؤكدًا أنه لا يوجد بين «الناشرين» و»سور الأزبكية» أية خصومة، ومشدِّداً على أن «سور الأزبكية. « هو الذى حافظ على تراث الذاكرة المصرية. وأوضح رشاد أن أزمة الناشرين مع سور الأزبكية تتلخص فى عدد قليل من العاملين بسور الأزبكية، يقومون بالترويج لبعض الكتب التى يتم نسخها وتزويرها، مطالباً العاملين ب»سور الأزبكية» بالعمل على دعوة زملائهم بذات السور بالكف عن الترويج لهذه الكتب المنسوخة والمزورة.