من أنت أيها المترنم والسابح في بحر الأوهام والمسافر في سماء الوحدة والغريب الذي يود أن يسرق المشاعر والمستوطن في مساحات الحصار من تتحدث عيناه بالحيرة من يعشق الصمت بلا حدود زاده قلم وورقة 0 يا سيدي : لن تنبض الأوراق ولن تشعر بك الكلمات ولن تطرب لك النسائم وأنت وحيد تعيش غربة الذات وتصارع موج الحقيقة العاتي تود أن يكتسي ليلك الشعاع وأن يطوي الفرح كل حزن وأن يغري الربيع ، فالخيال يا سيدي : لن تجني منه سوى التعب ولن يمنحنك إحساسا صادقاً فلا بد أن تنزل من برجك العاجي لتشاركنا الرحلة فمهما أنساب من القلم من مشاعر لن تكون أصدق من نبضات تتدفق لك تشتاق وتبحث عن نسيمك إلا في حضرة أنثى ترسم السرور في مساراتك وتشعل قناديل الدهشة في آفاقك يترنم لها حنينك تحتوي غيابك بحضورها الفاتن وتجلو كل ضباب يحيط وقتك وتشعل في أفياءك كل ألوان البهجة وتزرع لك مدن الود يصافحها النسيم وتتدفق فيها الشلالات الندية وتمدك بكل طاقة يكون السفر في حدودها الآسرة وزواياها الرحبة تنادي عليك بهمسها تسحرك بودها تأسرك بلطفها تغريك بدفئها تكون لك عونا من تعب الأيام تضمد جراح السنين تجتاحك كسيل عارم يبدد كل شطآن النسيان فتحملك مراكب الأمل لتجوب بك مدن العشق فتغرق في رحيقها العبق وتنسيك تعب الليالي وجور اللحظات وسنين الغربة المعتمة وليل الفقد الطويل تشعل إيقاع همسها لتبحر معها بدون خوف لتكون لك الربيع والفرح وموج الأنس الغامر الذي تتدفق منه ينابيع الحب تكون لك السراج وتكون أنتَ لها المرفأ تغرس في آفاقك البهجة وتحيط أيامك بالانتشاء تنتشلك من حيرة الوقت ليستوطن الفرح كل إيقاع أرسمها أملك وترسمك واحة عشق أشعل شموعها لتضيء كل المدن بإحساسها لتشعل شموع ودك وتدفعك للتحليق في آفاق رحبة تسكب لها رحيق السحر وتسكب لك يفوح أريجه تتبرعم معها الأماني وتزرع في خطاك البهاء تسافر بها وتسافر بك إلى منارات يبرز فيها الحنان ويتلاشى منها النسيان ** سيف المرواني عازف شجن – السعودية