رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بحضور عدد كبير من أصحاب السمو الأمراء والفضيلة العلماء والمعالي الوزراء ورجال الفكر والأدب والثقافة مساء أمس بفندق المريديان بالمدينةالمنورة حفل مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي في دورتها الرابعة . وكان في استقبال سمو النائب الثاني لدى وصوله مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز ، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز ومعالي مستشار سمو وزير الداخلية والأمين العام للجائزة الدكتور ساعد العرابي الحارثي والرئيس التنفيذي للجائزة الدكتور مسفر البشر . وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم . عقب ذلك ألقى سمو وزير التربية والتعليم كلمة رحب فيها بسمو النائب الثاني والحضور مبرزا ما حبا الله عز وجل هذه البلاد المباركة من نعم كثيرة وعظيمه بوصفها مهبط الوحي وقبلة المسلمين وحاضنة الحرمين الشريفين إضافة إلى ما هيأ الله لها من رجال نذروا أنفسهم لخدمة دينهم والارتقاء بأمتهم باذلين جهدهم في أحياء سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي عنوا بها منذ توحيد هذه الأرض على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود " طيب الله ثراه " وتعاهدهم بالدعم المادي والمعنوي الكبير للعلم والعلماء والباحثين سواء داخل المملكة أو خارجها . وأشاد سموه باهتمام سمو النائب الثاني مشيدا بإنشاء هذه الجائزة العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وحرصه " حفظه الله " على أن يكون هناك اهتمام بالغ بها وفي سبل دعمها والدفاع عنها وتأصيل جذورها حفظا وتدبرا وتطبيقا وصيانة عملا بقول الله تعالى } لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا { إلى جانب تقوية الصلة بها وبيانها للعالم بأسلوب علمي منضبط . وامتدح سموه هذه المسابقة الكريمة لاستهدافها الناشئة من أبناء وبنات هذه البلاد في مراحل التعليم العام وربطهم بالسنة النبوية تأسيا وتدبرا مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم وعبر إداراتها المنتشرة في ربوع المملكة تشرفت وبادرت في المشاركة فيها وشجعت وحفزت منسوبيها ومنسوباتها على التفاعل الايجابي معها وعززت هذه المشاركات دعما لتنشئتهم على نهج التسامح والوسطية والاعتدال. وأكد سمو وزير التربية والتعليم أن رعاية سمو النائب الثاني لهذه المسابقة العالمية يعكس اهتمام الدولة ورعايتها بمصادر الوحي كتابا وسنة خاصة وللعلوم والآداب الإسلامية بشكل عام وذلك تواصلا مع دورها الريادي في نشر الدعوة وتبصير المسلمين بأمور دينهم من خلال تأصيل البحث العلمي وتوسيع نطاق نشره إلى جانب ما أضافته هذه الرعاية الكريمة للجائزة من أبعاد للإسلام بوصفه رسالة للعالمين تدعو إلى التسامح والوسطية وتنبذ التشدد والغلو والإرهاب وكل ما يحول دون تطور الإنسان وتقدمه . وسأل سموه في ختام كلمته الله المولى عز وجل أن يجزل لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الأجر والمثوبة وان يجعل ما قدمه ويقدمه لخدمة الإسلام في ميزان أعماله وان يبارك في جهود العاملين في الجائزة ويوفق الأبناء الطلاب والطالبات لاقتفاء أثر النبوة والتأسي به راجيا أن تحقق هذه الجائزة الكريمة الأهداف المنشودة وان يحفظ لهذه البلاد أمنها ويديم عزتها ورخائها وان يحفظ لها قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين " حفظهما الله". بعد ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة اكد فيها أن عز الأمة المسلمة وسعادتها مرهون بإتباع كتاب الله وسنة محمد صلي الله عليه وسلم ، مذكرا الحضور أن للمصطفى صلى الله عليه وسلم على الجميع حقوقا عظيمة أعظمها كمال الأيمان به وأنه رسول الله حقا وخاتم الأنبياء وإطاعته في ما أمر به مبينا أن الله سبحانه وتعالى جعل طاعته طاعة للرسول عليه الصلاة والسلام . وأفاد سماحته أن من حقوقه صلى الله عليه وسلم أن تحكم سنته وأن يتحاكم بها وان يرضى بأحكامها وأن تنشرح الصدور بها وأن لا يكون في النفوس حرج على أي قضاء قضاه بل يتلقى بالتسليم والقبول والاستجابة . وشدد على حبه صلى الله عليه وسلم المحبة الصادقة وأن تكون محبته فوق محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين مستدلا بقوله عليه أفضل الصلاة والتسليم / لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين / مشيرا إلى أن من حق نبي هذه الأمة على جميع المسلمين إنصاف سنته والدفاع عنها وإزالة كل الشبه التي يلفقها الأعداء . وقال سماحته: إن المسلم ينصر هذا الدين بقلبه ولسانه وجوارحه ، فقد نصر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول وبذلوا الغالي والنفيس وبذلوا أرواحهم وأموالهم في سبيل نصرتها لأنه معصوم فيما بلغ عن الله ، إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد اعتنوا بالسنة غاية الاعتناء وحفظوها في صدورهم ووعتها قلوبهم وطبقوها في حياتهم ونقلوها لمن بعدهم بصدق وإخلاص وشهدوا التنزيل وعرفوا التأويل فنقلوا بأمانة وإخلاص سنة محمد صلى الله عليه وسلم وتناقلها التابعون وتناقلها المسلمون بعدهما خلف عن سلف ثم تم تدوينها في آخر عهد عمر بن عبدالعزيز " رحمه الله " ثم ألف المسلمون الصحاح والسنن والمجامع والمعجمات والمعاجم ثم صارت دواوين الإسلام بأيدي المسلمين ووضعوا قواعد للعلم الحديث" . ونوه سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ باهتمام القادة في بلاد الحرمين بهذه السنة من خلال تحكيم الشرعية والعمل بها ونشر السنة وطباعتها ، واصفا جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات المعاصرة بفروعها الثلاثة بالعظيمة والمتميزة في موضوعها والنادرة في غايتها والفريدة في موضوعها والعظيمة في شأنها مبرزا لما لها من فوائد أيقظت الهمم وشحذت العزائم وحثت الشباب المسلم على العناية بهذه السنة ودعت إلى التنافس الشريف فيها حفظا وتأليفا مفيدا أن هذا ما كان ليتم لولا توفيق الله قبل كل شي ثم حرص هذه القيادة الرشيدة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني " حفظهم الله " . إثر ذلك ألقى معالي مستشار سمو وزير الداخلية والأمين العام للجائزة كلمة وصف فيها المسابقة بالثمرة جديدة وليست الأخيرة من حفظ السيرة الناظرة في مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي وقال معالي الدكتور الحارثي: في هذه الليلة سوف نتوج الجادين والمقبلين على حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأبناء والبنات في أجمل حفل وأسمى سباق نفاخر بهم أنفسنا وحق لنا فهم قلوبنا التي استنارت بحفظ كلام سيد الأنام من أتاه الله حسن الكلام والبيان . وثمن الجهود التي بذلت خلال التصفيات المتعددة عبر مراحل مختلفة في مضمار سباق أسهم فيه معلمون ومعلمات وتنافس فيه أبناء وبنات دفعتهم العزيمة ورافقهم الصبر وحداهم الأمل وقادتهم الهمة ليبلغوا القمة متسابقون ومتسابقات من كل مدرسة وقرية ومدينة ومنطقة بلغ عددهم 30 طالباً وطالبة تنافسوا في كل المراحل والمستويات ليصل الفارس منهم إلى شرف الفوز بحفظ السنة . وأعرب معاليه عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة على اهتمام سموه وحرصه على دعم وتسهيل مهمات الجائزة ولكل من أسهم وشارك وبذل وأعطى مهنئا المتسابقين والمتسابقات والآباء والأمهات نيل شرف تعليم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعد ذلك سلم سمو النائب الثاني الفائزين والفائزات بجوائز المسابقة جوائزهم ثم قام سموه بتكريم العاملين بهيئة الجائزة نظير الجهود العظيمة التي بذلوها . عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الكلمة التالية .. بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة ، ولسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة . أصحاب السمو والفضيلة والمعالي . أيها الأخوة والأخوات: إنه لمن دواعي السعادة والسرور أن التقي هذه الليلة، وفي هذه المدينة المباركة " مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم " وفي مناسبة طيبة ، بجمع من العلماء والمربين والمثقفين ، والتي نسعد فيها بتتويج أبنائنا الفائزين وبناتنا الفائزات في منافسة من أشرف ميادين التنافس وأعظمها، وهي مسابقة حفظ الحديث النبوي للناشئة والشباب ، والتي سعينا من خلالها إلى تعزيز الفهم والاستيعاب لدى أبنائنا وبناتنا لما تحمله أحاديث رسول الله صلى عليه وسلم من خير للمسلم في الدنيا والآخرة قبل حفظها. ولاشك - أيها الأخوة والأخوات - أن من شارك في هذه المسابقة من أبنائنا وبناتنا في جميع دوراتها ، ولم يصلوا إلى التصفيات النهائية ، قد حققوا الفوز والخير بحفظ وفهم الحديث النبوي الشريف، لأنهم تنافسوا في ميدان خير لا خاسر فيه بإذن الله. وأما الذين تم تكريمهم في هذا المساء فلهم مني التهنئة، وأدعو الله أن ينفعهم بما تعلموا وأن ينفع بهم. أيها الجمع المبارك : إن تنشئة أبنائنا وبناتنا على حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتباطهم بها، سيكون له أثر كبير بمشيئة الله في فهمها وتطبيقها وحمايتهم من مزالق الهوى وانحراف الأفكار. وأسأل الله أن يحفظ لنا ديننا،ويديم علينا الأمن والأمان . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إثر ذلك شرف سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حفل العشاء الذي أقامته هيئة الجائزة بهذه المناسبة .